النظرة الأولى على الكعبة المشرَّفة زادها الله شرفا ومجدا

في رحاب الكعبة : من يوميات الأستاذ صفي الله فؤاد

الأحد 18 من رمضان 1439هـ 3 يونيو 2018م

فُقْدانُ يومٍ بين اليومين

اليومُ الثامنَ عشرَ من رمضان، وكان أمسِ السادسَ عشر منه، ولم يَمُرَّ عليَّ ولا على الوافدين معي إلى أرض الحرمين الشريفين اليومُ السابعَ عشرَ من رمضان، لِمَا أن هذا الشهر في السُّعُودية متقدِّم يوما وفي بنغلاديش متأخِّر يوما، لطلوع قمر رمضان في مَطْلَع السُّعودية قبل طلوعه في مطلع بنغلاديش بيوم. وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ۚ ذٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ، والْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتّٰى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ، لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِى لَهَا اَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ.

الإحصار عن الصلاة في المسجد الحرام

هَبَطت طائرتنا في مطار جِدَّة في نحو الساعةِ 11 (الحاديةَ عشرةَ) والنصف البارحةَ حَسْب التوقيت السُّعوديّ. وبعد الإجراءات اللازمة في المطار إضافةً إلى التأخر لأسباب أخرى وصلنا إلى مكة المكرمة اليومَ قُبَيل صلاة الفجر، ولكنْ أُحْصِرت الحافلة ومُنِعت من الوصول إلى الحرم المكيّ الشريف تيسيرًا للمُشَاة إلى الحَرَم لأداء الفجر، فأدَّينا صلاة الصبح في أحد المساجد القريبة من الحرم، وبعد فترة وصلنا إلى الفُنْدق الذي نَزَلنا فيه في حَيّ «المِسْفَلة».

النظرة الأولى على الكعبة المشرَّفة

زادُ الدعاءِ أثناءَ الطوافِ والسعي

استَرَحْنا قليلًا، وفي نحو الساعة 9 (التاسعة) خرجنا لأداء العمرة، وأشكر الله العظيم على مَنّه عليَّ وإحسانه إليَّ بنعمة الابتهال والتضرّع إليه تعالى عندما وقَعت النظرة الأولى على الكعبة المشرَّفة راجِيًا منه عَزَّ وجَلَّ إعطاء ما وَفَّقني أن أسأله بمَنِّه وفَضْله. انتَهَينا من العمرة في نحو الساعة 11 (الحاديةَ عشرة) بكُلِّ سكون وطُمَأنينة، وكان زاد الدعاء أثناء الطواف والسعي كتاب «مناجات مقبول» للمربي الكبير الشيخ أشرف علي التهانويّ المعروف بـ«حكيم الأمة» رحمه الله تعالى.

أَسَفٌ على بعض المعتمرين

وكتجارِبي المتكرِّرة شعَرتُ في هذا السفر أيضا بشِدَّة أن مُعْظَم مَنْ يَفِد إلى أرض الحجاز ويَحضُرها لزيادة البيت العتيق وأداء العمرة يَفِدون إليها ويحضرونها قبل أن يتعلموا حتى مبادئ الإسلام وأوّليّاته، فقد وجدت عددا لا يُسْتَهان به حضروا لأداء العمرة التي ليست بفرضٍ عليهم ولا عِلْمَ لهم بفُرُوضِ عينٍ عليهم فضلًا عن أدائها.

الواجبُ الدينيُّ على المُتَّجِرين بالعمرة وعلى المعتمرين

أرى من الواجب الدينيّ على المُهْتَمِّين بتحريض الناس على العمرة أن لا يَتَّخِذوا حِرْفَتهم هذه تجارة مَحْضة، وأرى كذلك من الواجب على الزُّوّار والمعتمرين أن لا يتعجَّلوا لمثل هذا السفر لمجرَّد توفُرِّ الرَّصِيد الماليّ لديهم، بل عليهم أن يراجعوا أهل فقهٍ وتقوًى لتلقي المبادئ الأساسية للإسلام قبل أن يمارِسُوا الأعمال التي مرحلتها ثانَوِيّة.

اترك تعليقاً