المرأة في الجاهلية ودور الإسلام للرفع من شأنها

بقلم : زكريا محمود-طالب في قسم اللغة العربية بجامعة إبراهيم، دكا

الحمد لله الذي خلقنا أزواجا، وجعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهاتنا، وجعل المرأة خير متاع الدنيا، وأعطى النساء الحرية في مجالات حياتهن، والصلاة والسلام على من بشر النساء في كل مراحل رسالته، وأعطى حقوقهن، ونصب لهن من الشرف والعز والعفاف ذروتها، وعلى آله وأصحابه الضارعين له في الصفات والأعمال.

أما بعد، ... إن الله تعالى بعث سيد الأنبياء حبيبه المصطفي وخليله المجتبى رحمة للناس كافة بشيرا ونذيرا. فحمل للعالم رسالة ودينا وشرفا لم يأت بها أحد من الأنبياء، فأوقف الظلم الذي كان الناس يعيشون فيه رجالا ونساء، وأنقذ الإنسانية من ترديها وانحطاطها.

كانت النساء في الجاهلية محرومات مطرودات مبعدات من كل حقوقهن، وأصبحن كالمواد الاستهلاكية وأداوات اللهو واللعب، وكسلعة تباع وتشترى، لا حظ لهن من الدنيا ولا حق إلا ماشاء الرجال! لم تكن لهن سيادة مطلقة، ولا قيادة مكتسبة.

أصبحت مظلومات في كل مراحل حياتها وشؤون منزلها، في كل بيت وفي كل قرية وفي كل بلد بل في أرجاء العالم كله من شرقه وغربه وشماله وجنوبه، ومن مطلعه إلى مغربه! حتى صرن جراء ذلك كله مضطهدات في كل مرحلة من حياتها! تحرقن من الخذلان البين، تعذبن في اليقظة والمنام من الآلام القاسيات! وحتى ظنن أنهن لا يستطيعن أن يحصلن على أي شرف مجد، وأن يقمن في صف المنقذين الناجين في يوم من الأيام!

وكان الناس - الوحوش كما ترى- يزعجهن بالتحرشات والاعتداءات الجنسية، فكان وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ، يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ.

وقد تمادت بهم جرأتهم إلى أنهم كانوا يؤدون البنات خشية (!) العار وإبقاء للشرف الجاهلي!! وآل الأمر إلى أن الظلم على المرأة صار من شيمهم وعاداتهم!!

وكانت الحال كما روى ابن عباس : كان الرجل إذا مات أبوه أوحميه فهو أحق بامرأته، إن شاء أمسكها أو يحبسها حتى تفتدي بصداقها أو تموت فيذهب بمالها!

وكانت المرأة في الجاهلية يطفف معها الكيل، يتمتع الرجل بحقوقه ولا تتمتع هي بحقوقها، ويؤخذ مم تؤتى من مهرها وتمسك ضرارا للاعتداء.

الإسلام ودوره المهم :

تمضي الأيام وتقضي على حقوق النساء وحرمتها وعفتها... لا ترى وزيرا ولا أنيسا، ولا منقذا ولا محييا، تطول أيامها السوداء المظلمة الظالمة، تستطيل الأيام على عرضها وعفافها بلسانها وأضراسها!!

هناك بعث الله ربنا -جل بعلاه- قائد الأمم منقذ الإنسانية والبشرية محمدا صلوات ربي وسلامه عليه. فأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وهدا الله به بعد الضلالة، وكثر به بعد القلة، وأغنى به بعد العيلة، وجمع به بعد الشتات، وأعزل الله الإنسانيه والنساء به بعد الخزي والذلة، حتى أعلن برسالته الخالدة حقوق المرأة، فأدى حقوق النساء كاملة، وأعاد حريتهن في الشؤون كلها في كل مراحل حياتها. وأعزها الإسلام أما، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله! مَنْ أَحَقُّ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ «ثُمَّ أَبُوكَ». (أخرجه الشيخان).

وقد أوصى الإسلام المسلمين بالنساء خيرا، فعن عمرو بن الأحوصِ الجُشَمي - رضي الله عنه - أنَّهُ سَمِعَ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في حَجَّةِ الوَدَاعِ يَقُولُ بَعْدَ أنْ حَمِدَ الله تَعَالَى ، وَأثْنَى عَلَيهِ وَذَكَّرَ وَوَعظَ ، ثُمَّ قَالَ : « ألا وَاسْتَوصُوا بالنِّساءِ خَيْراً ، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئاً غَيْرَ ذلِكَ إلا أنْ يَأتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ، فَإنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ في المَضَاجِع ، وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرباً غَيْرَ مُبَرِّحٍ ، فإنْ أطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيهنَّ سَبيلاً ؛ ألا إنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقّاً ، وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقّاً».

المرأة في العصر الراهن :

مع كل أسف أن المرأة في العصر الراهن قد خُدِعت بالشعارات الزائفة البراقات المراقة، القاتلة والقاضية على حرية المرأة وحياتها، ألا هي دعوة الحرية الأوربية الشنيعة! فقد مشت النساء وراء هذه الدعاوي، يخرجن في الشوارع طالبات تلك الدعاوي الخبيثة جاهلات متجاهلات! وما هي إلا خداع نفسهن! فالمرأة الأوربية تتوب من تلك الحرية ألف مرة بعد أن ذاقت وبال أمرها، وتبتغي الخلاص من تلك الحرية الهالكة الحالقة التي هي آخر أوتاد جنازة شرفها وعزها ومجدها وحريتها. فما حرية المرأة الأوربية إلا الخدشة للاحتشام والحياء وما هي إلا الاستمتاع بالمرأة كأطعمة السوق العارية، والتلذذ بها في الشهوات الجنسية!! أنقذ الله نسائنا نساء المسلمين من التهلكة! آمين! وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اترك تعليقاً