الأربعاء 21 من رمضان 1439هـ – 6 يونيو 2018م
متوجِّها إلى الكعبة لا إلى جِهَة الكعبة
بفضل الله وعَوْنه أدَّيت صلاة الظهر في المسجد الحرام وأمام الكعبة المشرَّفة متوجِّها إليها لا إلى جِهَتها، وكان الحَرّ لافِحًا مُحْرِقا، فلم أَجْسَر ولم أجتَرِأ على النزول في المطاف لأَطُوف بالبيت العتيق، رَغْمَ أن آلافًا مؤلَّفة من عباد الرحمن يَطوفون بمَرْأًى ومَسْمَعٍ مني، فتأسَّفت على ضعفي وقلت : «المؤمِن القَوِيّ خير من المؤمِن الضعيف».
قلت لرفيقي في السفر وتلميذي الشيخ قمر الحسن : ننظر إلى الكعبة، فإن النظر إليها عبادة أيضًا، فظَلِلنا ننظر إلى الكعبة ونتبرك بها من ناحية من المسجد الحرام وبالقُرْب من المطاف فَتْرَة من الزمن. ثم أخذتني السِّنَة والنَّوْم ومولانا تعالى لا تأخذه سِنَة ولا نوم، ففَرَشَ لي الأخُ قمر الحسن فَخِذه ووضَعتُ عليها رأسي وصِرْتُ إلى عالَمٍ آخَر.
لَمَّا أرسَل الرب الرُّوْحَ إلى جسمي
وبعد ساعة أو أكثر لما أرسَل الرب إلى جسمي رُوْحي وأحياني بعدما أماتني وقرأت دعاء الاستيقاظ من النوم، وجدت جسمي خفيفًا وبالي مُرْتاحًا، وكان شعوري كأن الكعبة أظَلَّتني وقت النوم، فتفاءَلت وقلت : سوف يُظِلُّني عرش الرحمن أيضا يوم لا ظِلَّ إلا ظلُّه. وفَّق الله إياي ومَنْ يَدعو لي جميعًا أن نعمل الأعمالَ التي تُوْجب لنا ذلك، آمين!
اللهم إني ضعيف فَقَوِّ في رضاكَ ضعفي، وخُذْ إلى الخير بناصِيتي، واجعل الإسلام مُنْتَهَى رضائي، وإني ذليل فأَعِزَّني، وإني فقير فارزُقْنِي.