بقلم المفتي شمس الأبرار التميمي
أستاذ الحديث و اللغة العربية بالجامعة الاسلامية العربية خيلخيت ، داكا
الحمد لله الذى أمرنا بالاتحاد الاجتماع و نهانا عن الفرقة والانشقاق . فقال تعالى : "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وأنتم مسلمون . واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا". [آل عمران: 102-103] وأمر الله المؤمنين بالألفة و نهى عن الفرقة لأن الفرقة هلكة والجماعة نجاة. الفرقة زيغ وعذاب والجماعة حق وصواب. الفرقة فتنة و شؤمة والجماعة رحمة و بركة.
وفى نصوص السنة أن النبى صلى الله عليه و سلم قال : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا، يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّى اللَّهُ أَمْرَكُمْ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ. [حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ].
وأيضا ورد فى الخبر النهى عن الفرقة والخلاف حيث قال صلى الله عليه وسلم : " أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ وَلَا يُسْتَحْلَفُ وَيَشْهَدَ الشَّاهِدُ وَلَا يُسْتَشْهَدُ أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنْ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمْ الْجَمَاعَةَ مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَذَلِكُمْ الْمُؤْمِنُ".[حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ الترمذي : 2165].
فإن الأمة المحمدية في أمس حاجة إلى الاتحاد والاجتماع والاعتصام فى كل آن و مكان، تشتد الحاجة عندما يظهر اجتراء الاعداء، فالأمة الأحمدية اليوم أحوج إليه بكثير من قبل .
فيا حسرة على المسلمين! قد تفرقوا و تشعبوا فيما بينهم مع اتحاد أديانهم و قبلتهم و دستورهم و التقارب الجغرافى. وقد حصل الاتفاق بين جميع أعداء الإسلام و المسلمين مع اختلاف لغاتهم و مذاهبهم و عملاتهم و كياناتهم .
ويعقد الاجتماع العالمي هدفا إلى هذه الفائدة الجليلة تحت اشراف "جماعة الدعوة والتبليغ " فى كل سنة مرة على شاطئ نهر "تراغ " في بنجلاديش. يفد إليه المسلمون راكبين متون المراكب وماشين على الاقدام من نواحى البلدان ومن كل فج عميق حتى يشترك فيه مسلمون من خارج الدولة من العرب و العجم .
وكان انعقاد الاجتماع الأول قرية " أديفور" من "خولنا"، وهذا كانت بداية انطلاقها، نظمه مولانا عبد العزيز رحمه الله تعالى بمشاورة العلام "شمس الحق الفريدفورى" رحـ سنة 1941 مـ . ثم عقد فىي السنة التالية في جامع قريته . والاجتماع الثالث أقيم فى "دار العلوم خولنا" سنة 1943مـ لما كان الناس يكثرون سنويا. ولا يزال عدد المساهمين في الاجتماع يتزايد بشكل كبير، وما زادت الأيام إلى إقبال المسلمين عليه، وغبة فيه، متناه حتى صاروا جما غفيرا يصعب أن يحصيه عاد. فأراد المنتظمون أن ينقله الى مكان وسيع فسيح كي لا يصيبهم ضرر ولا مشقة .
فاتخذوا القرار بإقامة الاجتماع الرابع فى " جامع لالباغ الوطني " بـ "داكا القديمة" سنة 1944 . ثم قاموا بالاجتماع مرة خاصة فى "جامع خان محمد" سنة 1945مـ وفى سنة 1946 مـ أقيم الاجتماع فى "مسجد مالوالى " المعروف " بـ " مسجد كاكرائل " . وفى شيتاغونغ أقيم اجتماع سابع فى قصر الحجاج حينئذ. وبعد سنوات قليلة أقيم فى نرائن غنج .
ومن سنة 1964مـ الى سنة 1972 مـ أقيم هذا الاجتماع فى "منتزه رمنا" . لانه مكان وسيع جاف خال عن ازدحام السيارات والمصانع . ثم من هناك انتقل الى شاطئ نهر تراغ في تونغي، سنة 1972 مـ بإجازة الحكومة . وسمي هذا الاجتماع بـ " الاجتماع العالمي" فىي الاجتماع المنعقد بـ" نرائن غنج"، سنة 1958 لما اشترك فيه كثير من العلماء و الزوار من البلاد الخارجية . ومن هناك إشتهر هذا الاجتماع بـ " الاجتماع العالمي".