ليس الصبح ببعيد

سعيد الرحمن

كنت في نعومة أظفاري، قد غرس في قلبي حب العلم والعلماء والدين وأهله. وكثيرا ما نسمع في صبانا وصغرنا أقصوصة وحكايات الشيخ مجاهد الملة العلامة شمس الحق الفريدبوري، والشيخ المدعي إلى 'سياسة التوبة' محمد الله حافظجي حضور، والشيخ المعروف بـ"فخر البنغال" تاج الإسلام وغيرهم من المشايخ وكبار الأسلاف ( رحمهم الله رحمة واسعة) في دولتنا بنغلاديش.

وقد أعجبني كثيرا دورهم الفعال وتأثيرهم في كل البيئة والمجتمع وفي كل الحياة والنفوس وخدماتهم التي عمت العباد والبلاد.

و لا أذكر الآن إخلاصهم وزهدهم وورعهم، ولا حياتهم البسيطة المليئة بالعفوية الخالية عن التكالف الزائدة والمزورات، التي هي شبيهة بسيرة سيدنا وقرة أعيننا ونبينا وهادينا محمد المصطفى عليه أفضل الصلوات عليه وسلم، ولا يخفى سيرتهم على كل من اطلع على تراجمهم أو سمع منها.

ولكن بالأسف الشديد، ولعلي أنا لا أبالغ ولا أخطأ إن أقول : 'تركنا كل شيء عن أكابرنا. وما تمسكنا عنهم إلا أسمائهم وفخرنا بأسمائهم معرضين عن سيرتهم وأدوارهم، وخدماتهم تجاه الأمة والدين التي أشرقت صفحات التاريخ. فزداد انحطاطنا في مر الأيام وكر الزمان، وفي حوادث العصور والدهور. فيعود في حقنا الحقيقة الإلهية 'من لم يتعلم يتعلم منه أو من لايتعظ يتعظ به'.

ولكن سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا. وإن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. فأشعر في نفسي إن نحن نحاسب فيما بيننا ونغير أنفسنا ونبدل حياتنا وذاتنا ونديم النظر في السيرة والسنة ونأخذ من أكابرنا وأسلافنا الصالحين، فليس الصبح ببعيد.

نعم ... قد كثرت الفتن، وضاقت السبل، وغارت الحيل ولكن والله خير الماكرين.وهو الله الذي خلقنا وخلقهم.

اترك تعليقاً