السبت 2 من شوال 1439هـ – 16 يونيو 2018م
اليوم يومٌ أولُ من شوال حسب التوقيت البنغلاديشيّ ويوم العيد، فأُسْرَتِي وأهل بنغلاديش يحتفلون اليوم بالعيد. وقد أدَّينا نحن هنا -في السُّعودية- صلاة العيد أمسِ، فاليومُ حسب التوقيت السُّعُوديّ يومٌ ثانٍ من شوال.
التأسف على عدم الاعتناء بالكتاب والسنة قراءةً وفهمًا وتدبُّرًا
أشعر بشِدَّة أن أكثرنا يرون أنفسهم فوق كل نقص وعيب، وبالعكس من ذلك يرون غيرهم متورِّطين في كل عيب ونقص. ولا أدري أَ لهذا السبب أم لغيره هم لا يعتنون بكتاب الله تعالى وبسنة رسوله ﷺ قراءةً وفهمًا وتدبُّرًا، رغم تواجُد ملكةِ قراءةِ وفَهْمِ وتدبُّرِ الكتاب والسنة فيهم. كيف يَصِحُّ أن يقال : من يفهم كتاب «الهداية» في الفقه وتفسيرَ البيضاويّ لا يفهم القرآن الكريم؟ أليست لغة القرآن وعبارتُه أسهلَ من عبارته تفسير البيضاويّ و«الهداية» مثلًا ولغتِهما؟ بَلَى.
النتيجة الحتمية لعدم الاعتصام بالكتاب والسنة
ومَلَكَةُ قراءةِ وفَهْمِ وتدبُّرِ القرآن والسنة إن لم تكن في أحد، عليه أن يُوْرثها فيه ببذل أقصى جهوده بطريق صحيح، لأن النتيجة الحتمية لعدم التمسك بالكتاب والسنة هو الضلال المُبِين عن الصراط المستقيم، فقد قال النبيّ ﷺ : «تركت فيكم أمرين، لن تَضِلوا ما تمسَّكتم بهما كتابَ الله وسنةَ نبيه».([1])
الاشتغال عن اللُّبَاب بالقُشُور
فكيف حال مَنْ فيه ملكة التدبر فيهما، ثم هو مُعْرض عن التدبر والتأمل فيهما، ويكتفي بقراءة سِيَرِ بعض أكابر العلماء، أو بالاستماع إلى أحاديثِ بعض العلماء ومُجالَستهم؟
متى نكتشف عيوبنا؟
أرى أننا إن اعتنينا بقراءة وفهم وتدبُّر القرآن الكريم وبقراءة مجموعة مختارة للسُّنّة النبوية مندفعين من نفسِيَّةِ تتبُّعِ النقص والخلل في أنفسنا، اكتشفنا أنواعًا وأفرادًا كثيرة كثرةً كاثرةً من النقص والعيب لأنفسنا، واهتدينا إلى الطرق الصحيحة لمعالجتها وإصلاحها.
وليس من اللازم أن يَتِمّ هذا في أيام أو أسابيع أو شهور معدودة، بل يَكفي أن تستمر عنايتُنا ويتواصلَ سَيْرُنا، والله يُبْارك إن شاء الله، فقد قال تعالى في سورة «حم»([2]) : ﴿ وَيَهْدِي اِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ﴾.
بين دِينِ السِّلْمِيَّة ودين البراءة
ولكنِ اعتَبَر بعضنا أنفسهم من أول يوم أن عقيدتنا ومنهج عملنا صحيحة تماما بحيث لا تحتاج هي إلى أيِّ مراجَعة على ضوء الكتاب والسنة، وأن الخطأ كلَّ الخطأ هي عقيدةُ وعملُ غيرنا وإن سالَمَ -«بعضنا» المذكور- مَنْ تَبَرَّأ منهم خليل الله إبراهيم ورسولنا محمد صلى الله عليهما وسلَّم، واعتَنَق دين السِّلْمِيَّة مع العَلْمانِيَّة ([3]) والعَلمانِيِّينَ بدل أن يعتنق دين البراءة منها ومنهم، أصلح الله حالنا، آمين.
وبالجملة فليس من الصحيح أن نكتفي بالانتساب إلى بعض أكابر العلماء الربانيِّين، بل يجب إلى جانب ذلك أن نتدبر في الكتاب والسنة بُغْيَةَ معرفة النقص والعيب في أنفسنا وبالتالي معالَجته وإصلاحه، والله وليّ التوفيق.
هذا وقد تَمَّت كتابة اليومية في المسجد النبويّ الشريف.
[1]. أخرَجه الإمام مالك في مُوَطَّئه.
[2]. رقم الآية : 13
[3]. راجِعْ يومية الأربعاء 25 من ذي القعدة ويوميةَ الجمعة 26 من ذي الحجة.