الإخلاص المجرَّد غير كافٍ

من يوميات الأستاذ صفي الله فؤاد

الثلاثاء 5 من شوال 1439هـ 19 يونيو 2018م

جرى الكلام في المسجد النبويّ الشريف مع أحد الإخوان من طَيْبَة الرسول ﷺ حول عديد من علماء الشريعة في بنغلاديش ممن اختارُوا الدِّيمُقْرَاطِيَّة وسالَمُوا العَلْمانِيِّينَ لإقامة أحكام الإسلام في البلاد، فقلت : مَهْما صَحَّ انتقادُكم لهم لاعتناقهم الدِّيمقراطيةَ ومُسَالَمتِهِم اللادِينِيِّين فإن فيهم حنفاءَ مُخْلِصين.

فقال الأخ الفاضل : قد كان مشركو مكة في عهد الرسول الكريم ﷺ مخلصين أيضا، فهُمْ لما سُئِلوا عن سبب عبادتهم للأصنام قالوا من صَمِيم قلوبهم -كما حكا عنهم القرآن في سورة الزُّمَر([1])- ﴿وَالَّذِيْنَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ اَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ اِلَّا لِيُقَرِّبُونَا اِلَى اللهِ زُلْفَىٰ ﴾.

دَلَّت الآية الكريمة دلالةً صارخة على أن غرَض المشركين من عبادتهم للأصنام وغيرها إنما كان محاوَلةَ التقربِ إلى الله تعالى وحده، ولم يكن لهم من ورائها غرَض دُنْيَوِيّ. فهل أغنى عنهم إخلاصُهم ذلك شيئًا؟ الأمرُ الذي دَلَّ دلالةً واضحة على أن الإخلاص وابتغاءَ مرضاة الله وحده غير كافٍ، وأن العمل في ذاته لابد أن يكون صحيحا على ميزان الكتاب والسنة قبل كلِّ شيء.



[1]. رقم الآية : 3

اترك تعليقاً