الأربعاء 6 من شوال 1439هـ – 20 يونيو 2018م
يعتمر ولا يعرف قراءة سورة الفاتحة أيضا
«أريد أن أَعرِف طريقتكم هذه» كلمةٌ قالها واحد من أعضاء العِيْرِ والقافلة التي قَدِمتُ فيها من بنغلاديش إلى أرض الحجاز لأداء العمرة وزيارة النبيّ -عليه أفضلُ الصلواتِ والتسليماتِ- وزيارةِ الحرمين الشريفين. وعَنَى الرجل بـ«طريقتنا» طريقتَنا في الصلاة، أيْ : أبدَى رَغبته في أن يتعلم الصلاة، فهو لا يعرف ما يُقرأ ويُفعل في الصلاة وكيف تؤدَّى الصلاة، فضلًا عن معرفته بمسائلها اللازمة وتفصيلاتها المتعلِّقة. وعَلِمتُ فيما بعد أنه لا يعرف قراءة سورة الفاتحة أيضا.
زائرٌ لبيت الله لا يَدري أن في الإسلام شيئًا اسمُه الحجاب
«الرجال والنساء جنسٌ واحد، كلهم بَشَر» كلمةٌ لنفس الرجل المذكور أعلاه. كان يتكلم في أمورٍ لغوٍ مع امرأةٍ من أعضاء القافلة ليست من المحرَّمات عليه، فنهاه عن هذا المنكَر عُضْوٌ آخر من القافلة، عند ذلك قال الكلمةَ المذكورة.
والرجل بَلَغَ من عمره أكثر من ستين سنة فيما أرى. وقد بدَا لي أنه لم تَحمِله على التكلم مع المرأة الأجنبية شَهْوَةٌ جنسِيَّة، وإنما هو لا يَدري أن في الإسلام شيئًا اسمُه الحجاب فرَض اللهُ الالتزامَ به على الرجال والنساء الذين واللاتي ليست بينهم صِلَةُ تحريم الزَّوَاج.
زائرٌ للنبيّ لا يعرف أن النبيّ لقي في الله أَذًى
أَعرِضُ للرجل نفسِه حالًا أخرى حتى يَبلغ عدد الحال ثلاثة على الأقل. زُرْنا الأَحَدَ (3 شوال) مما زُرْنا مقبرة الشهداء في سَفْح جبل أُحُد، وعلِم الرجل في ذلك الوقت أنه وقَع هنا قتال بين النبيّ الكريم وبين أعداء الإسلام، وكُسِرت فيه سِنٌّ للرسول ﷺ، فقال ببَسَاطةٍ مستغرِبًا : «معنى هذا أن النبيّ قد آذاه الكفار كثيرًا لأجل الإسلام»؟ بدَا لي من حال الرجل ولهجته أنه أحَسَّ اليوم لأولِ مرة في حياته أن النبيّ ﷺ أُوْذِيَ في الله ولم يكن متمتِّعًا بالحرية التامة في تبليغ الإسلام ودعوته.
الالتزام بالإسلام حاجة شخصية لكل أحد
ذكرتُ في السُّطور المذكورة أعلاه ثلاثة أحوالٍ على سبيل المثال لمعتمِرٍ، وسوف لا أكون مُخْطئًا إن قُلْت -وبناءُ القولِ التجرِبةُ المباشِرة- : إن هناك آلافًا مؤلَّفة بل مئاتِ ألفٍ من المنتمِين إلى الإسلام يحرِّضهم المتَّجِرون بعبادة الحجّ والعمرة على أداء العمرة التي ليست واجِبةً في عامة الأحوال، طامِحين إلى الربح الماليّ الذي يَكسِبونه منهم، ولا يُهِمُّهم -المتِّجِرين- تحريضُهم على سؤال علماء الشريعة المتقين ليصحِّحوا بواسِطتهم قبل الاشتغال بالنوافل والمستحَبّات ما لابد لهم من تصحيحه في أبواب العقائد والعبادات والسُّلوك، مما هو فرض أو واجب أو سنة مؤكَّدة.
ولكلٍّ من المشتغلين بالنوافل والمستحَبات والمتَّجِرين بها وعلماءِ الشريعة في هذا الخصوص مسؤولياتٌ وواجبات، وليست المسؤولية للعلماء فقط، فإن الالتزام بالإسلام حاجة شخصية لكل إنسان، والله وليّ التوفيق، وهو يهدي السبيل.
أحوالٌ هَزَّتْ كِيَانَ الكاتب
الساعة الآن الحاديةَ عشرةَ والنصفُ، وليس هذا الحين حينَ كتابة اليومية لي. كنت -ولا أزال- في المسجد النبويّ الشريف أقرأ في تفسير للقرآن الكريم، وأمامي منتشِر هنا وهناك من المسجد عددٌ كبير من المعتمرين والزائرين من مختلِف بلدان العالَم، وقد هَزَّتْ كِيَاني حالُ كثيرٍ منهم.
مثلا التقاطُهم الصورةَ الذاتية (سِلْفِي) حتى في مَقَام السلام على النبيّ الكريم ﷺ أمام الروضة الشريفة، ويَدٌ لفتاةٍ ماشية في يدِ فتًى ويدُها الأخرى في يدِ فتًى آخر، والتقاطُ الفتاة صورة الفتى والتقاطُ الفتى صورة الفتاة وهما بجانب المسجد النبويّ، وجلوسُ ثلاثة شباب على ثلاثة كَرَاسِي قُرْبَ رياضِ الجنة والتقاط شابٍّ صورتهم، (وقد رأيت قريبًا من هذا في الحرم المكيّ الشريف أيضا : التقاطُ الصورة الذاتية عند تقبيل الحجر الأسود ولَدَى الالتزام بالمُلْتَزَم).
كلُّ ذلك هَزَّ كِيَاني وحرَّك ذاتي بقُوَّةٍ ما جعلني لا أصبر للتعبير عنه إلى الوقت الخاصّ بكتابة اليومية، فكتبتها الآن، تقبل الله تعالى مني الكتابة.