شكل أهل قرية "تينتوليا" سلسلة بشرية يوم الثلاثاء الماضي الموافق 26 فبراير/شباط 29 على ضفة نهر "تينتوليا" التي تغطي على الأقل ثلاثة كيلومترات بحشد عظيم من بينهم الرجال والنساء والكبير والصغير مع مسؤولي الحكومة وغيرهم يطالبون بحمايتهم من وطأة النهر وابتلاعه حيث قالوا "إننا نريد أن نعيش معا حياة إنسانية كريمة".
وقرية "تينتوليا" من أقدم القرى التابعة لمحافظة "بوتووا خالي" التي تقع بشمال بنغلاديش من أكثر الأنهار انهيارا وابتلاعا للأراضي الزراعية، جنبا إلى جنب السكنية منذ السنوات الأخيرة ولقد روى أحد المدرسين في إحدى المدارس الابتدائية أنهم اضطروا لتغيير مدرستهم أربع مرات بعد أن التهم النهر تدريجيا المناطق الموجودة بمحاذاة الضفة ومن جانبه أكد حطام القرية أن منشآت كثيرة في قريتنا الفقيرة لم يعد لها وجود بعد أن غطاها النهر.
وأكدوا أن هذه المشكلة ليست من النوع الذي ليست له حلول فإن بنغلاديش تخطت محنا ومشقات كثيرة من نوعها بالرعاية الكريمة من السلطات الحكومية والمنظمات غير الحكومية ببناء سدود قوية تحافظ البلاد والعباد من التيارات الغاضبة للأنهار الكبيرة مشيرين إلى أنهم يتمنون هذه المرة الرعاية الكريمة من قبل الحكومة لمكافحة ابتلاع النهر وانهيار الأرض ليعيش أهل هذه البقعة بأمن وسلام.
وجاء في تقرير لـ"بي بي سي" الإخبارية ما مفاده أن بنغلاديش تحتضن أكثر من تسعمائة نهر، وهو جزء لايتجزأ من حياة البنغلاديشيين، الذي يعتبر من أكثر الثروات المائية إضافة إلى ذلك أن هذه الأنهار تساهم في اقتصاد الدولة وخصوبة أراضيها الزراعية وتسهيل النقل بطريقة أسهل وأرخص، ولكن هذه النعمة تتحول في كثير من الأحيان إلى نقمة على أصحابها بسبب انهيار جزء كبير من القرى والبلدان تحت وطأة التيارات المائية القوية للأنهار وإن استمرت الحال على مجراها يتوقع خبراء البيئة ألا تتوقف عملية انجراف التربة إلى الأنهار حتى تلتهم ثلث المساحة الإجمالية من بنغلاديش بحلول عام 2050" !