الأحد 9 من شوال 1439هـ – 24 يونيو 2018م
خطأُ تحميلِ بعض الدُّعَاةِ القُصورَ إلى أنفسهم
في يومية 6 (السادس) من شوّال ذكرت على سبيل المثال قصةَ مُنْتَمٍ إلى الإسلام لا يعرف عن الإسلام أدنى مما يجب على كل مسلم أن يعرفه. وعند مشاهَدة أمثال هذه الوقائع أو سَمَاعها يُحَمِّل بعضُ دُعَاةِ هذا العصر القصورَ إلى أنفسهم ويقولون : لأجل عدم قيامنا بمسؤولياتنا الدعوية تَظهر هذه المظاهر، فالقصور أولًا وقبل كلِّ شيء هو فِيْنا، والواجب علينا النُّهُوض بِعِبْء الدعوة وإفهام الناس.
ومَوْقِف الإسلامِ ورسولِه الكريم -عليه أفضل الصلوات والتسليمات- من أمثال الوقائع المذكورة أعلاه عندي غير ما رأوه، وسَنَدِي في هذه الرُّؤْية حديثُ الرسول الكريم ﷺ في «صحيح البخاريّ» (في «أبواب صلاة الجماعة والإمامة») المرويُّ عن أبي هريرة رضي الله عنه في قصة عدم حضور بعض الناس صلاةَ الجماعة أن رسول الله ﷺ قال :
«والذي نفسي بيده لقد هَمَمت أن آمُرَ بحَطَب، فيُحْطَب، ثم آمُر بالصلاة، فيؤذَّن لها، ثم آمُرَ رجلا، فيَؤُمّ الناسَ، ثم أخالف([1]) إلى رجال، فأحرِّق عليهم بيوتهم».
وأُلْقِيَ في رُوْعي في هذه المناسَبة معنى جزءِ آيةٍ قرآنية لا أدري أَ له صِلَة بالموضوع الذي أنا فيه أم لا صِلَة له به، والجزء هو قوله تعالى في سورة الحديد([2]) : ﴿وَاَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ اِنَّ اللهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ﴾.
[1]. قال الحافظ ابن الأثير في «النهاية» : أي آتِيهم من خَلْفِهم، أو أخالف ما أظْهَرْتُ من إقامة الصلاة وأرْجِعُ إليهم فآخُذهم على غَفْلة، أو يكون بمعنى أتَخلَّف عن الصلاة بِمُعَاقَبَتِهم.
[2]. رقم الآية : 25