نصائح أخوية لطلاب المدارس الإسلامية للاختبار

بمناسبة قضاء أيام الاستعداد للامتحان وكيفية أداء الاختبار

قضاء أيام الاستعداد للامتحان وكيفية أداء الاختبار

الأستاذ/معراج الإسلام

المدارس الإسلامية الأهلية في شبه القارة الهندية المنتمية إلى الجامعة الإسلامية " دار العلوم ديوبند" تتبع نظاما تعليميا فريدا منسقا ومتينا ، فهي تعتمد في اختباراتها وإجازاتها على التقويم الهجري القمري دون الميلادي الشمسي، فلا تهتم في نظامها التعليمي بالفصول السنوية الشمسية من الربيع والصيف والخريف والشتاء، بل هي تعتني بالشهور القمرية فيبدأ عامها الدراسي دائما باختبارات الالتحاق في نهاية الأسبوع الأول من شهر شوال وينتهي بانتهاء الاختبارات السنوية في شهر شعبان ، ثم تكون إجازة سنوية في الأيام الباقية من شهر شعبان وتستمر إلى نهاية نحو الأسبوع الأول من شهر شوال.

فبمناسبة نهاية العام الدراسي وقرب وقت الاختبار المركزي أو السنوي أود أن أقدم زُبدة من النصائح الغالية الثمينة للإخوة الطلاب التي رأيتها في مقالات شتى، عسى أن تكون وسيلة لتقدمهم العلمي ونجاحهم في الاختبار الدنيوي والأخروي ، وتكون كسلّم لهم في الحصول على المؤهلات العلمية السامية والقدرات التربوية الفائقة، فأقول مستعينا بالله عز وجل : إن على كل طالب للعلوم الدينية أن يهتم في الاختبارات بما يلي:

الأمور التي عليك أن تهتم بها في أيام الاستعداد للامتحان

vأيُّها الممتحَن العزيزُ الكريم! في بداية هذهِ الأمور، و مُقدِّمة هذهِ النصائح لا أجدُ أفضل من أوصي بهِ نفسي وإياكَ بـ " تقوى الله تعالى". لأن الله تعالى قال: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾ (سورة الطلاق : 2) ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ (سورة الطلاقآية : 4) فبالتقوى تسهُل الأمور وتتيسَّر، وتنفرج الضوائق ولا تتعسَّر.

vاِعلم - رعاكَ الله - أن العِلمَ بالتعلُّم، والتفوُّقَ بالجِدّ والاِجتهاد، والنجاحَ بالمُذاكرةِ والمثابرة، والوصولَ إلى المعالي بالحِرصِ والتعب.. والاِستعداد الجيِّد قبل الامتحان من أهمِ ما يُساعِدُكَ على بُلوغِ ذلك، فمن زرَعَ البذلَ والعطاء حصَدَ النجاحَ والتفوُّق بإذنِ الله

vاِبدأ المذاكرة والاِستعداد للاِمتحان مستعيناً بالله وحده، ودع عنكَ كلِمةَ " سوف " فإنها سبَبٌ لِفشلِ الناجحينَ إن تمكَّنت منهم، واحرِص على فتراتٍ من الراحة، وتجنَّب السهرَ وكثرةَ الإرهاقِ فإنهما يُؤذيانِك..

vاِعلم أن التوفيقَ من عندِ الله، والنجاح بيدِهِ سبحانهُ وحده، فأكثر من طلبِهِ ذلك.. ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ (سورة البقرة : 186 )

الأمور التي عليك أن تهتم بها في أيام الامتحان

vأن تستعدّ بالنوم المبكّر والذّهاب إلى الامتحان في الوقت المحدد، وبإحضار جميع الأدوات المطلوبة والمسموح بها كالأقلام وأدوات الهندسة والحاسبة والساعة لأنّ حسن الاستعداد يُعينك على حسن الإجابة .

v تذكّر دعاء الخروج من البيت : ( بسم الله ، توكلت على الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أُضل ، أو أَزل أو أُزل ، أو أًظلم أو أُظلم ، أو أجهل أو يُجهل علي ) ولا تنس التماس رضا والديك فدعوتهما لك مستجابة .

v أن تسمي بالله قبل البدء لأنّ التسمية مشروعة في ابتداء كلّ عمل مباح وفيها بركة واستعانة بالله وهي من أسباب التوفيق .

الالتجاء إلى الله بالدعاء بأي صيغة مشروعة، كأن تقول: "ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري". وتجنَّبِ القلَقَ والانزعاجَ وكثرةَ الوساوِس، وعليكَ بالإكثارِ من ذكرِ الله فإنها تطرُدُ كلَّ ذلك. ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ ( سورة الرعد : 28)

قبلَ أن تُجاوبَ على الأسئلة.. اقرأ الأسئلة بدقة وعمق وتأنَّ في قراءتها، فالتأنِّي من الله، خطط لحل الأسئلة السهلة أولاً والصعبة لاحقا ، وأثناء قراءة الأسئلة اكتب ملاحظات وأفكارا لتستخدمها لاحقاً في الإجابة، ثم أجب على الأسئلة حسب الأهمية.

ابتدئ بحلّ الأسئلة السهلة التي تعرفها . ثم اشرع في حلّ الأسئلة ذات العلامات الأعلى وأخّر الأسئلة التي لا يحضرك جوابها أو ترى أنّها ستأخذ وقتا للتوصّل إلى نتيجة فيها أو التي خُصّص لها درجات أقلّ .﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ﴾ ( سورة الكهف : 24) وإذا استصعبَ عليكَ سُؤالٌ فاستغفِرِ الله كثيراً، وردِّد: ( اللهم لا سهلَ إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعلُ الحزنَ إن شئت سهلاً )، وقد كان شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إذا استغلق عليه فهْمُ شيءٍ يقول: "يا معلّم إبراهيم علِّمني ويا مُفهِّم سليمانَ فهِّمني".

تأنّ في الإجابة أيضا. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " التأني من الله والعجلة من الشيطان . " (حديث حسن : صحيح الجامع 3011)

أكتب النقطة الرئيسة للإجابة في أول السطر لأنّ هذا ما يبحث عنه المصحح وقد لا يرى المطلوب إذا كان داخل العبارات والسطور وكان المصحح في عجلة .

خصص 10 دقائق على الأقل من الوقت لمراجعة إجاباتك . وتأنّ في المراجعة وخصوصا في العمليات الرياضية وكتابة الأرقام ، وقاوم الرغبة في تسليم ورقة الامتحان بسرعة ولا يُزعجنّك تبكير بعض الخارجين فقد يكونون ممن استسلموا مبكّرا .

اعلم بأنّ الغشّ محرّم سواء في مادة اللغة العربية أو غيرها وقد قال عليه الصلاة والسلام : من غشّ فليس منا ، وهو ظلم وطريقة محرّمة للحصول على ما ليس بحقّ لك من الدّرجات والشهادات وغيرها ، وأنّ الاتّفاق على الغشّ هو تعاون على الإثم والعدوان ، فاستغن عن الحرام يُغْنك الله من فضله وارفض كلّ وسيلة وعرْض محرّم يأتيك من غيرك ومن ترك شيئا لله عوّضه الله خيرا منه . وعليك بإنكار المنكر ومقاومته والإبلاغ عمّا تراه من ذلك أثناء الاختبار وقبله وبعده وليس هذا من النميمة المحرّمة بل من إنكار المنكر الواجب .

فانصح من يقوم ببيع الأسئلة أو شرائها أو يقوم بنشرها عبر شبكة الإنترنت وغيرها والذين يقومون بإعداد أوراق الغشّ ، وقل لهم أن يتقوا الله ، وأخبرهم بحكم فعلهم وحكم مكسبهم وأنّ هذا الوقت الذي يقضونه في الإعداد المحرّم لو أنفقوه في المذاكرة الشّرعيّة وحلّ الاختبارات السابقة والتعاون على تفهيم بعضهم بعضا قبل الاختبار لكان خيرا لهم وأقوم من الأعمال والاتفاقات المحرمة .

إذا اكتشفت بعد الاختبار أنّك أخطأت في بعض الإجابات فخذ درسا في أهمية المزيد من الاستعداد مستقبلا أو عدم الاستعجال في الإجابة وارض بقضاء الله ولا تقع فريسة للإحباط واليأس وتذكّر حديث النبي صلى الله عليه وسلم : وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ . (صحيح مسلم)

v تذكّر ما أعددت للآخرة وأسئلة الامتحان في القبر وسُبل النجاة يوم المعاد :﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ ( سورة آل عمران : 185).

نسأل الله أن يجعلنا من الفالحين الناجحين في الدنيا والفائزين الناجين في الآخرة كما نسألُهُ أن يجعلَ هذهِ الامتحانات برداً وسلاماً علينا.. وفَّقنا اللهُ وإياكم إنه سميع مجيب .

اترك تعليقاً