ومكروا ومكر الله، والله خير الماكرين.
بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء! ها هو ذا الإسلام بدأ في القرن السابع المسيحي، ولم يلبث أن بدأ معه الحرب أعدائه منذ يوم دعا النبي ﷺ إلى توحيد الله بعد ما نزّل الله الآية: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ واجتمع غير المسلمين كلّهم ضد الإسلام على الحرب السلاحية والفكرية، لأن الكفر ملة واحدة،ومكروا ومكرالله والله خير الماكرين.
الحرب السلاحية: الحرب السلاحية هي: القتال بالسيوف والأسلحة. وظلّ غير المسلمين يقاتلون المسلمين بالأسلحة منذ بدأ الإسلام. ومازالوا على ذلك حتى اليوم. ومن ذلك وقعت بدر وأحد... وفي مختلف الفترات الزمانية حروب دامية -كفتح "القدس" و"إسطنبول"- أفلا ترى أفغانستان والعراق وفلسطين تشاهد اليوم الحروب السلاحية النارية؟
الحرب الفكرية: إن أعداء الإسلام لما رأوا أن الإسلام لم يكن ينهدم ويستأصل بسفك الدماء ظلما واضطهادا وتفجير القنابل النارية، بل يزداد جمع أتباعه ويشتد كفاحهم فيريدون ليطفؤوا نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون. و أحدثوا وأبدعوا طريقا غذراء جديدا لاستئصال الإسلام. ذلك هو الحرب الفكرية. وما أدراك ما هي؟ هي الغزو بالوسائل غير العسكرية. وهو أسلوب الكفار الجديد للغزو ضد المسلمين بعد هزائمهم المتكررة. اتخذه الكفار بما رأوا أن الإسلام دين لا يمكن استئصاله بالحرب والمقاتلة، بل لا بد لانهزامه والغلبة عليه تضعيف قوة إيمان أهله، والانحطاط الخلقي والاختلال الاجتماعي، وهذا لا يمكن إلا بالغزو الفكري. ونذكر ببعض من التفصيل أكبر الحروب الفكرية التي أغاروها، ولم يزالوا يغيرونها لهدم الإسلام ومحيه عن خريطة العالم.
الأصلية:(Fundamentalism)اللادينيون رؤءسهم ممتلئة بالأفكار المسموة، وأقلامهم وجرائدهم ممثلة لهدم شعور الإسلام، ووعي الإيمان بأصله من قلوب المؤمنين، هم يكيدون شتى المكائد، ويأتمرون ائتمارا منكرا ضد الإسلام والمسلمين، ومنها -مكائدهم- إطلاق كلمات وألفاظ تمثل لتعيير الإسلام وتعييبه، ويعيبون بها الإسلام وأبنائه، كما اختاروا كلمة "الأصلية" لأن يعيبوا الدين وأهل الدين من الربانيين الذين يتقيّدون بأحكام الدين تقيّدا، ويعيبون بها كوامل الإيمان بأنهم أصليون، غلبهم التطرف من الإفراط والتشدد بدل أن يغلبهم الاعتدال، وفحوى هذا اللفظ أن ينفخ البغض والعداوة في نفوس العوام عن الدين، لاسيما عن الإسلام وأهله، والحقيقة أنهم هم الأصليون المتطرفون المتغصبون، قد أعماهم التعصب والبغض نحو الإسلام عن زينة واعتدال الإسلام وأبنائه.
العولمة:(Globalization) هي حركة جديدة للشرقية و الاستعمارية، وهي الحركة التي هدفها الأصلي إتيان العالم كلّه في إطار الاقتصادية الرأسمالية لليهود والنصارى، بعد تدمير الاستقلال اقتصادا وثقافة ومجتمعا ودينا من البلاد كلها.
تاريخ العولمة: ابتدأت أمريكا العولمة سنة 1991 من الميلاد، وأعلنها رسميا سنة 1995 من ميلاد المسيح. ولم يزل يجتهد الأمريكيون لتنفيذها في أربع مواضع.
1. العولمة السياسية. 2. والعولمة الثقافية.
3. العولمة الاقتصادية.4. العولمة الاجتماعية.
ولنشرها اتخذت اليهود أمريكا خليلة فقاموا بإجراءات ونشاطات، ومنها أسّست الأمم المتحدة في غرّة القرن التاسع عشر، لم تزل تعمل الأمة المتّحدة من أول يوم أسّست إلى يومنا هذا للعولمة السياسية وظفرت، عقدت حفلات مختلفة في بلاد مختلفة من أطراف العالم لنشر العولمة الاجتماعية نشرا، وللعولمة الثقافية استخدمت وسائل الإعلام وقنوات التلفاز والإنترنت، وجعلوا ينشرون بها ثقافتهم المتعفّنة لأنهم سيطروا عليها سيطرة مطلقة وبها يبثّون الماجن والاختلال الاجتماعي ويشيعون بها للإسلام والمسلمين صورا مشوّهة في العالم، فطفق ينسى المسلمون الثقافة الإسلامية، وأخذوا يختارون الحضارة الغربية.
فيا ويلتاه!
إن أجيال الأمة المسلمة القادمة في خطر عظيم. فعلى أهل الإسلام أن ينذروا عشيرتهم من الثقافة الغربية واللادينية، ويبينوا عن وقاحتها ويحترزوا عن قنوات التلفاز ووسائل الإعلام المنبثة الماجنَ، ويقاوموها بإشاعة الثقافة الإسلامية إشاعة عالمية وبقدر الحاجة يستخدمون وسائل الإعلام والإنترنت.
العلمانية: (Secularism) وهي حركة عالمية لفصل الدين عن الدول والحياة البشرية لأن أهل أوربا اتفقوا على أن النصرانية واليهودية لاتكفيان لحل كل مشكلة في الحياة، فأبدعوا المبدأ الباطل وجعلوا ينشرونها بوسائل الإعلام المطبعية والإلكترونية وأظهروا أنفسهم في ثوب جديد، وذلك بإبداع العلمانية ونشرها في العالم يسوّلون أهل العالم العلمانية مباديها ومنافقها وزخارفها، فيقيموا في حياتهم الفردية والاجتماعية والوطنية... آلا إن هذه العلمانية كفر بوّاح ولا ريب فيه، يزخرفون تجاههم أن التدين أكبر سبب لتخلف الدولة بأي دين وبخاصة بدين الإسلام،والحياة البشرية من كل جانب حتى تسلطوا على بعض الحكام الديمقراطية وأقاموا في مختلف الدول هذه "العلمانية" الكفر البواح. ومن جانب آخر أن الإسلام هو الدين المجرد المحلل للمشكلات التي تواجهها الحياة، وهو أكمل الأديان كما يصرح القرآن ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ فعلى اللعلماء أن يحذروا المسلمين ويحرضوههم على اتباع كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ.
الاستعمار: (Colonialism) ها هو ذا الاستعمار وماأدراكم يا أحبابي ما الاستعمار؟ هو تأسيس عميل الاستعمار على دولة للاستيلاء الذي ينهب به رأس المال الدائم، وللاستعمار وجه آخر وذلك بعث القوات حيث يمكن به أن تسيطر على بلاد وما يتعلق بها، هذا نشاطة من نشاطات غير المسلمين لهدم الخلافة الإسلامية، وكان مبدأها من بداية الخلافة الإسلامية ومنشأها الأساسي 1- تدمير الخلافة الإسلامية 2- احتلال الأراضي المقدّسة 3- إهلاك العالم الإسلامي 4- السيطرة على العالم الإسلامي سيطرة مطلقة وبلغوا مرامهم وجروا العالم الإسلامي إلى حيازتهم بعد انهدام الخلافة الإسلامية كل الانهدام بدسيتهم الدقيقة. فيا لها من ويل وا أسفاه!! قد انهزم المسلمون في الحرب الفكرية كل الانهزام.
الاختتام:
مع ذلك كلّ من الانحطاط والانهزام والإصابة بالمؤامرات والدسائس الانتصار للإسلام والمسلمين، فإن الإسلام يعلو ولا يعلى وقال الله: ﴿وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ فترفرف يوما راية الإسلام في الآفاق، ولكن لمعالجة هذه الأزمة تحتاج الأمة المسلمة إلى سادة وقادة صالحين مؤهلين يوقظون الأمة مرة ثانية لإعلاء كلمة الله، فيستمرّون في محاربة الكفر وفي الثبات على الإيمان، ويبذلون أقصى الجهود لإنقاذ الأمّة المسلمة المنحطة دينا وخلقا وحكما وسياسة، وعلينا -الأمة المسلمة- أن نحترز عن تضييع أوقاتنا الغالية في النزهة الفارغة في الظروف الراهنة، وأن نهتمّ كلّ الاهتمام بالاختراعات والاكتشافات وتعاليم الإسلام الصحيحة. وجعل كل أسرة حصنا منيعا لصيانة الإيمان والقضاء على القوّات الكافرة كما لا بد لنا أن نحقّق في حياتنا فحوى ومقتضى قول الله عز من قائل: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ...﴾ و ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ...﴾ اللهم أنت ميسّر لكل عسير ونسألك النصرة والتيسر، اللهم وفقنا لما تحب وترضى! آمن يا رب العالمين.