مَشُورةٌ لِعَاقِّ الوالدين ومُدْمِن المُسْكِرات

من يوميات الأستاذ صفي الله فؤاد

الأحد 16 من شوال 1439هـ غُرَّة يُوْلِيُوْ 2018م

زارني عَشِيَّة اليوم شابّ يحمل في يده ورقةً فصَّلَ فيها بعضَ أحواله، وكان مُلَخَّصُها أنه أساءَ إساءةً قُصْوَى إلى والديه ما بلَغ في العقوق والعصيان غايتَهما، وقد صَدَرت منه هذه الإساءةُ والعصيان لأجل عدم إعطائهما له من المال ما تَمَنّاه منهما. وكان طلب منهما المال المذكور لشراء بعض أنواع الخمر، فهو مُدْمِنٌ على بعض المُسْكِرات.

وغَنِيّ عن البيان أن الشابّ أطلَعَني على حاله المذكورة أعلاه لأُشِير عليه وأَدُلَّه على ما يجب عليه في هذا الخصوص أن يفعله ويقوم به.

خطر ببالي بعد الوقوف على حاله قولُ الله تعالى في سورة الزمر([1]) : ﴿قُلْ يَا عِبَادِىَ الَّذِيْنَ اَسْرَفُوا عَلٰى اَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ۚ اِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ اِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾، فأسمعتُه تسليةَ اللهِ تعالى وخِطَابه، ثم أَطْلَعتُه على حالِ بعضِ التلاميذ كيف يَسُدُّون حاجتهم المالية زمن طلب العلم دُوْن أن يُزْعِجوا والديهم ومُرَبِّيهم.

فقدَّمت حال تلميذٍ من تلاميذنا يَعمل يوم الجمعة - يوم العطلة - اعتبارًا من الصباحِ حتى 12 (الثانيةَ عشرةَ) ظُهْرًا تقريبًا في حَمْل مُكَسَّرَات الحجارة من العَبَّارة إلى شاطئ النهر، والمَبْلغُ من المال الذي يكسبه في هذا الوقت يقضي به الأسبوعَ القادم وينقطع كُلَّ الأسبوعِ إلى طلب العلم ولا يُزْعِج والديه الفقيرين.

ثم أوصيته بمُصَاحَبَة الأولاد البَارِّين واجتناب قُرْب الأولاد العاقِّين وبالإكثار من دعاءِ «رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيرًا».



[1]. رقم الآية : 53

اترك تعليقاً