حتى الحين، علقت ست دول على تصنيف الولايات المتحدة للحرس الثوري الإيراني ضمن المنظمات الإرهابية، وهي الخطوة التي تنذر بمزيد من التوتر في الشرق الأوسط.
وقد دعت باريس أمس الثلاثاء إلى تجنب أي تصعيد للتوتر في منطقة الشرق الأوسط، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية "إن فرنسا لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي المبرم (مع إيران) عام 2015".
وأعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد تمسك بلاده بالاتفاق النووي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسن روحاني.
وقال الإليزيه إن ماكرون دعا إلى تجنب أي تصعيد في المنطقة. وأضاف "نحث على تجنب تصعيد التوتر أو زعزعة استقرار المنطقة".
وفي العراق، قال رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إن قرار واشنطن تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية قد تكون له عواقب سلبية على العراق والمنطقة.
وأضاف أن بغداد حاولت منع القرار وأنها ستبذل قصارى جهدها لتحقيق الهدوء في المنطقة، نظرا لاحتفاظها بعلاقات طيبة مع كل من طهران وواشنطن.
تناقض أميركي
ومن جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده تعارض إدراج الولايات المتحدة الأميركية للحرس الثوري الإيراني ضمن لائحة المنظمات الإرهابية.
واعتبر جاويش أوغلو أن واشنطن "تتناقض مع نفسها عندما تتعاون داخل سوريا مع منظمة تعتبرها إرهابية في الوقت الذي تصدر فيه قرارات أحادية الجانب باعتبار الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية وتحاول فرض القرار على دول العالم".
وأضاف "نحن لا نوافق على ما يقوم به الحرس الثوري في سوريا، لكن هذا لا يعني إعلان جيش رسمي لدولة ما أنه منظمة إرهابية. إن مثل هذه القرارات تضر الاستقرار في منطقتنا وكنا أخبرنا ولا نزال نخبر نظراءنا الأميركيين أن من شأن هذه القرارات أن تؤدي لأزمات في المنطقة".
أما وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، فقال إن بلاده تؤمن بأن حل أي خلاف بين الدول يكون عن طريق الحوار، "حتى لو جرى اختلاف بشأن بعض سلوكيات الجيش الإيراني أو جيش دولة أخرى".
خطوة جدية
في المقابل، رحبت السعودية بقرار واشنطن تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة "إرهابية"، مؤكدة أنها "خطوة عملية وجادة في جهود مكافحة الإرهاب".
وجاء في بيان للخارجية السعودية أن القرار "يترجم مطالبات المملكة المتكررة للمجتمع الدولي بضرورة التصدي للإرهاب المدعوم من إيران".
كذلك رحبت وزارة الخارجية البحرينية بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية.
وتتهم البحرين إيران بدعم الجماعات الشيعية المناهضة للحكومة في أراضيها. وتنفي طهران هذه الاتهامات.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن الاثنين تصنيف الحرس الإيراني منظمة إرهابية، في حين حذر الرئيس الإيراني من خطورة مواصلة الضغط على بلاده.
وهذه هي المرة الأولى التي تصنف فيها الولايات المتحدة قوات حكومة أجنبية ضمن المنظمات الإرهابية.
ويحذر منتقدون من أن تلك الخطوة قد تجعل مسؤولي الجيش والمخابرات الأميركيين عرضة لإجراءات مماثلة من جانب حكومات غير صديقة.
ويشار إلى أن الحرس الثوري الإيراني تأسس عام 1979 لحماية الثورة الإيرانية من التهديدات الخارجية والداخلية، ويُعدّ جيشا موازيا يمتد تأثيره إلى أبعد من المجال العسكري ليشمل الاقتصاد والسياسة.
المصدر : الجزيرة + وكالات