وَصْفُ داعٍ مزعوم تحريفَ كلام الله تعالى

من يوميات الأستاذ صفي الله فؤاد

السبت 22 من شوال 1439هـ 7 يوليو 2018م

سافرنا اليوم - عديدًا من صَفْوة الأصدقاء - في زيارةٍ خاطفة إلى مُدِيرِيَّة «تَشَادَبُوْرَ»([1])، وفضَّلنا أن يكون السفر راكبين على مَتْن زَوْرق بُخَاريّ. ولما كان الزورق يَمْخُر عُبَاب الماء في نهر «مِيغْنا» في هواءٍ طَلْق أبلَغَنا صديقٌ عالِمٌ ثِقَةٌ حالَ داعٍ من دُعَاة «جماعة الدعوة والتبليغ» ممن ينتسبون إلى الشيخ سعد الكاندهلويّ ويُعرِضون عن مَوْقِف علماء دار العلوم ديوبند جلس على مِنْبَر المسجد للتحدث إلى المصلِّين ودعوتِهم، وبدأ يتلو الآية 111 (المائةَ والحاديةَ عشرةَ) من سورة التوبة : ﴿اِنَّ اللهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ اَنْفُسَهُمْ وَاَمْوَالَهُمْ بِاَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِى التَّوْرَاةِ وَالْاِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ اَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.

تلا الآيةَ إلى «بِأَنَّ لهم الجَنَّةَ» بهُدُوء واطمئنان، ولما جَرَى في لسانه جزءُ «يقاتلون» تحرَّك فَجْأَةً وعَضَّ لسانَه وتغيَّر وَجْهُه، وتوَقّف.

تَرجَمَ بعضُ السامعين حالَه المذكورة بالتعجب من الله تعالى أنه سبحانه وتعالى ماذا قال؟ كأنه جَلَّ وعَلا قال ما لم يكن مناسِبًا. وترجَمَ حالَه المذكورة البعضُ الآخَرون بأنه كان أراد أن يذكر أعمالًا لجماعة الدعوة والتبليغ وأن يَصِفها مُقْتَضَى اشتراءِ الله تعالى أموالَ المؤمنين وأنفسَهم، ولكنه تقدَّم في التلاوة عن غيرِ قَصْدٍ وجَرَى على لسانه جزءُ «يقاتلون»، لِذَا أصبح متحيِّرًا في أنه ماذا يفعل الآن؟ وكيف يذكر الآن الأعمال التي كان أراد أن يَصِفها مقتضَى الشراء المذكور واشترائِه.

حَفِظَنا الله تعالى من تحريف الغالين وانتحال المُبْطلين وتأويل الجاهلين، وتقبَّلَنا دُعَاةً إليه على مَنْهَج النبيّ الكريم محمد المصطفى ﷺ، آمين!([2])



[1]. «تشادبور» من المُرَكَّبَات المَزْجِيَّة. راجِعْ لمعرفة إعرابِ المركبات المزجية حاشيةَ يوميةِ الأحد 15 من ذي القعدة.

[2]. راجِعْ لتعرِف مَوْقِفي من جماعة التبليغ يوميةَ الخميس 18 من ذي الحجة – 30 أغسطس الآتيةَ.

اترك تعليقاً