اندلعت مواجهات عنيفة بين المعتكفين وقوات الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى المُبارك، الأحد، بعد السماح لمئات المستوطنين اليهود باقتحام باحاته.
اقتحمت قوات الاحتلال صباح اليوم الأحد المسجد الأقصى المبارك بأعداد كبيرة واعتدت على المصلين المعتكفين بشكل جماعي مما خلف عددا من الإصابات والاعتقالات.
وقبيل السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى، اقتحمت القوات الخاصة المصلى القبلي واعتدت على المصلين بإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية، وأقدمت على إغلاقه بالسلاسل الحديدية بعد محاصرة المعتكفين داخله.
واقتحمت باحات المسجد ثلاث مجموعات كبيرة من المستوطنين، ولوحظ عدم سيطرة شرطة الاحتلال على تأمين مسار هادئ لهم، إذ رافقتهم تكبيرات المعتكفين طول فترة الاقتحام.
وذكر شهود عيان أن قوات أمن الاحتلال دهمت المصلى القبلي وأغلقت أبوابه بالسلاسل، واعتدت على المصلين باستخدام قنابل الصوت وغاز الفلفل.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إن عددا من المصلين قاموا بإلقاء الحجارة والكراسي صوب المستوطنين خلال زيارتهم اليومية داخل باحات المسجد، مما دفع الشرطة إلى التدخل.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية، في بيانات مقتضبة، أن الشرطة الإسرائيلية فتحت صباح الأحد "باب المغاربة" في المسجد الأقصى، ونشرت عناصرها من القوات الخاصة المدججة بالسلاح حوله لتأمين الاقتحامات.
وأضافت أن مئات المعتكفين والمصلين تواجدوا منذ ساعات الفجر في المسجد الأقصى، وبدأوا بالتكبير والتهليل عندما سمحت شرطة الاحتلال باقتحام المجموعة الأولى من المستوطنين.
وأشارت أن قوات الشرطة اعتدت على المُعتكفين بالضرب خلال تواجدهم في الباحات وتصديهم للاقتحامات.
وبيّنت أن قوات الاحتلال اعتدت على حارس المسجد الأقصى "خليل الترهوني" بالضرب المُبرح على رأسه، ولم تسمح للطواقم الطبية باسعافه.
وأفاد شهود عيان للأناضول أن الشرطة سمحت لأكثر من تسع مجموعات باقتحام المسجد الأقصى، حتى وصل عدد المُقتحمين إلى أكثر من أربعمائة مستوطن خلال ساعة واحدة فقط.
ونقلت مراسلة الأناضول عن أحد المصلين، أن المعتكفين ذهبوا إلى المصلى القبلي للاحتماء به، حيث قامت الشرطة الإسرائيلية بإغلاق جميع بواباته بالسلاسل الحديدية، وشرعت بإطلاق العشرات من القنابل الصوتية والغازية والرصاص المطاطي باتجاه المتواجدين في الداخل.
واعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة من المصلين خلال المواجهات العنيفة التي ما زالت مُندلعة في المكان.
يُشار إلى أن تلك الاقتحامات تأتي عقب دعوات جماعات "الهيكل" المزعوم جميع مناصريها من المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى في ما يسمونه "يوم توحيد القدس" وهو ذكرى احتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس عام 1967.
دعوات النصرة
وطالب الناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي جميع الفلسطينيين بالحضور المكثف في الأقصى المبارك وباحاته، والتفاعل نصرة له أمام دعوات الاقتحام.
ووزع ناشطون منشورا بالمسجد الشريف طالب فلسطينيي الداخل والضفة الغربية والقدس وضواحيها باستمرار اعتكافهم في الأقصى حتى آخر أيام رمضان، لمنع اقتحام المستوطنين المُخطّط له.
وكانت منظمة "جبل الهيكل" دعت عبر موقعها الإلكتروني جميع المستوطنين إلى اقتحام الأقصى يوم الأحد، وقالت إنه سيتم التجمع عند باب المغاربة (الذي تسيطر عليه شرطة الاحتلال منذ 1967) قبل فتحه صباح الأحد، تمهيداً لتنفيذ سلسلة من الاقتحامات الجماعية للمسجد المبارك.
وعادة ما تخرج مسيرة مضادة لمسيرة المستوطنين من قبل ناشطين فلسطينيين، لكن شرطة الاحتلال تقوم بفضّها مستخدمة القوّة والعنف، عبر القنابل الصوتية وغاز الفلفل، واستدعاء فرق الخيّالة والقوات الخاصة المدججة