الإثنين 2 من ذي القعدة 1439هـ – 16 يوليو 2018م
كان لي أمسِ مَوْعدُ إلقاء محاضَرة في موضوع «طُرُقُ تنمية المهارة الكلامية والمهارة الكتابية للغة العربية» في «مركز الهداية سِلْهِت» الواقع في المَنْزل : 13، الكُتْلَة : ب، الشارِع الرئيس، بضاحيةِ شاهَ جلالَ، سلهت. وسَبَق لي أن ألقيتُ المحاضَرة في مثل هذا الموضوع مرات غير قليلة في مواضع مختلفة في مناسَبات شَتَّى، فكنت نويت هذه المرة الاكتفاءَ بإلقاء الكلمة بناءً على التجارِب السابقة، ولم أَهْتَمَّ بإعداد ورقة تساعدني في إلقاء الكلمة وتُوَزَّع بين حضَرات المستمعين الكرام. هذه من جهة.
ومن جهة أخرى فقد ارتأى سعادة مدير «المركز» تزويدَ المستمعين بالورقة فتوزيعَها عليهم، فقلت : إذا كان لابد من توزيع الورقة فإن ورقة محاضَرتي المُلْقاة في الوَرْشة الفُلَانَة في هذا الموضوع جديرة بالتوزيع بين مستمعي اليوم بمجرَّد إدخال تغييرات في العنوان وغيره، غَيْرَ أني أريد أن أُلقِي عليها نظرةً خاطفة قبل إخراجها من الحاسُوب من جديد وقبل تصويرها.
وعندما باشَرت العمل رأيت من الخير بل من اللازم النافع إدخالَ تغييرات في الترتيب والعَرْض في مواضع وإضافةَ فَقْراتٍ، ولاسِيَّما في البداية، ففعَلت، وإذا الصفحةُ الأولى للورقة قارَبَت أن تكون جديدة تماما، وشعَرت من جديد كمَرَّاتٍ كثيرة سابقة أن العالم الذي يطالع ويدرِّس فقط ولا يكتب يَظَل مستواه العلميّ والفكريّ في مكان واحد كالماء الراكد وغير الجاري، وبالعكس من ذلك فإن العالم المتعوِّد على الكتابة القادرَ على التصرف في الكلام وإن كانت أهلِيَّتُه الأصلية مثلَ العالم غير المتَّصِف بالصفات الكتابية، فإنه بنفس الأهلِيّة الأصيلة يُبْدع دائمًا ويأتي بجديد نافع ما لا يتأتى لغيره، ففَرْق بين العالم الكاتب والعالم غير الكاتب.