الحاكم العسكري ورئيس الدولة العاشر لجمهورية بنغلاديش الشعبية، لعب دورا كبيرا في ساحة سياسة البلاد وامتدت مدة رئاسته من مارس 1982م إلى ديسمبر 1990م ، كان مولعا بالدين والشعر واللعب والغناء وقد شهدت البلاد حضوره في مجال السياسة على الدوام والعجب أنه لم ينهزم في حياته السياسية قط حتى في الانتخات التي انعقدت بعد عزله من الرئاسة إثر حركة عامة الشعب الهائلة حينما كان محبوسا في السجن بتهمة سوء النظام والقتل ، كان مشتهرا فيما بين الناس بلقب " صديق القرية " بما قام من عمليات جسيمة لصالح العباد والبلاد ، وقد كتب هذا الرئيس حياة نفسه باسم " أعمالي هي حياتي "، توفي يوم الأحد ( 14/7/2019م ) في مستشفى دكا العسكري المشترك في الساعة الثامنة إلا الربع صباحا جراء عديد من مضاعفات تتعلق بكبر السن ـ وهانحن نقدم نبذا من حياته وأعماله إلى القراء.
الميلاد :
ولد الرئيس في شهر فبراير سنة 1930م في محافظة "كوس بي هار" إحدى قرية "بنغلا الغربية" في الهند غير المنقسمة ، كان أبوه مقبول حسين يعمل محاميا وكانت أمه مجيرا خاتون ربة البيت فحسب ، وكان لمقبول حسين أربعة أبناء وخمس بنات وكان حسين محمد إرشاد مشتهرا في أسرته باسم "بيارا" بمعنى "المحبوب".
دراسته والتحاقه بالعسكر :
تمت دراسته البدائية في موطنه في محافظة "كوس بي هار" إحدى قرية بنغلا الغربية في الهند غير المنقسمة وحصل على درجة "إس إس سي" من هناك ثم التحق بـ " كلية كار مائكيل " الواقعة في " رنغ بور " – إحدى قرى بنغلاديش المشهورة – ثم حصل على درجة ماجستير من جامعة داكا الوطنية ، وكان الرئيس يحب أن يكون محاميا فتحقيق هذا الهدف التحق بكلية القانون إلا أنه لم يكمل دراسته في هذه الكلية ، بل اشترك في العسكر بعد نال وظيفة فيه ، وذاك سنة 1952م.
حياته الزواجية :
تزوج هذا الرئيس بامرأتبين ، أولىهما روشن إرشاد وذاك سنة 1956م ، والتي هي رئيسة حزب "جاتيا" (حزب بنغلاديش الوطني) وفي نفس الوقت كانت زعيمة منافسة للحزب المخالف في البرلمان الغابر ، ثم تزوج حسين محمد إرشاد بامرة أخرى تحمل اسم "بي دي شا إسلام " وهي التي سميت بعد الزواج معه باسم " بي دي شا إرشاد " ، ولكن ما لبثت أن فارق الزمان بينهما.
ولما علمت بي دي شا إرشاد بخبر وفاة الرئيس كتب رسالة تعرب فيها عن الحزن والتأسف على موته وقالت : إن لم يقع اللقاء في هذه الدنيا لأجل السياسة الفاسدة فسوف نلتقي في دنيا لا سياسة فيها !!
توليه رئاسة الوزراء :
من المعلوم أن الرئيس ضياء الرحمن قد قتل في 30 مايو سنة 1981م ، آنذاك كان حسين محمد إرشاد القائد الأعلى للجيش ، بعد ذلك تولى رئاسة الدولة نائب الرئيس الحاكم عبد الستار إلا أن هذا الرئيس لم تطل مدة رئاسته ففي سنة 1982 م قام القائد الأعلى للجيش آنذاك حسين محمد إرشاد بانقلاب عسكري ضد رئيس الجمهورية آنذاك عبد الستار وتولى الرئاسة في 24 من مارس في نفس السنة وحكم البلاد حوالي 9 سنوات ثم اضطر إلى ترك منصب الرئاسة إثر حركة عامة الشعب في ديسمبر سنة 1990م ، إلا أنه لم يزل اسما مذكورا في مجال السياسة حتى نهاية عمره.
من عملياته للإسلام والمسلمين :
1 – سنة 1988م تم جعل الإسلام كدين الدولة في تعديل الدستور الثامن حينما كان حسين محمد إرشاد على عرش الرئاسة نظرا إلى قيمة دين الإسلام وأغلبية المسلمين في هذه البلاد، هكذا تلقت بنغلاديش هوية جديدة، وأصبحت ثاني أكبر دولة إسلامية في العالم.
2 – الرئيس حسين محمد إرشاد أعفى أجور الكهرباء للمساجد رسميا.
3 – وأعلن بأن الخميس يوم العطلة الرسمية.
4 – وبجانب ذلك قام ببناء المصلى الوطني لصلاة العيد.
هواياته :
1 – قال أخو هذا الرئيس الأصغر : بان شقيقه حسين محمد إرشاد كان مولعا بلعب كرة القدم حتى اشتهر في زمن دراسته لاعبا بكرة القدم ، ومن جهته كان يحب الكتابة أيضا ولما كان طالبا في كلية " كارمائكيل " قام بتحرير مجلة أدبية هناك في الكلية ثم كتب حياة نفسه وقد صدر هذا الكتاب باللغة البنغالية باسم " أعمالي هي حياتي" وله كتب عديدة في الأشعار.
2 – كان يحب الأشعار حبا جما ، فبعد توليه رئاسة البلاد بعِدَةِ شهور نراه اشتهر صيته في مجال الأشعار ، وهناك قصص مختلفة في كتابة الأشعار ، هل كان هو بنفسه يكتب الشعر أو يكتب غيره ثم تنتشر أشعار غيره باسمه ، ولكن ليس هناك أي نقاش في حبه الأشعار والقصائد وكذا في حبه للشعراء ومصاحبتهم وكان الرئيس ينقد تحت رئاسته اجتماعا للشعراء أيضا حينما كان على عرش الرئاسة ، وقد ظهر في بي بي سي تقرير بعد وفاته ما يدل على حبه وشغفه للأشعار.
حياته المسجونة :
إنه عزل عن الرئاسة سنة 1990م بعد حركة عامة الشعب ثم تم القاء القبض عليه سنة 1991م فمضى من عمره حوالي 6 سنوات محبوسا في السجن ، ولكنه أثناء مكثه في السجن شارك في انتخابات البرلمان وفاز بخمسة مقاعد مما أظهر من أن حسين محمد إرشاد يحبه الناس حتى الآن ، وذاك سنة 1991م.
عضويته في البرلمان :
آنذاك هو مسجون في السجن إلا أنه شارك في انتخابات البرلمان وفاز بحيث حصل حزبه على 35 مقعدا في البرلمان ، مما كان له ولحزبه أثر كبير في سياسة البلاد فيما بعد ، ثم بعد ذلك لم يزل حسين محمد إرشاد يأتي بالعجائب والغرائب في حقل السياسة وبخاصة قبل الانتخابات حتى بعدها أيضا.
غاب وراء هذا العالم :
تم نقله إلى المستشفى بعد أن تدهورت حالته الصحية في 26 يونيو 2019م ثم وضع في جهاز دعم الحياة حينما ازداد في التدهور ومضى أسبوع على تلك الحال إلى أن مات يوم الأحد ( 14/07/2019م ) رئيس جمهورية بنغلاديش الأسبق حسين محمد إرشاد في مستشفى دكا العسكري المشترك في الساعة الثامنة إلا الربع صباحا جراء عديد من مضاعفات تتعلق بكبر السن.