شهدت بنغلاديش تحركات احتجاجية على إلغاء الهند الحكم الذاتي الذي كانت تتمتع به منطقة كشمير في خطوة مثيرة للجدل اعتبرتها دول ومنظمات مختلفة "غير شرعية"، والتي نظمتها جميعة علماء الإسلام بنغلاديش في العاصمة مساء الثلاثاء.
وانطلقت المظاهرات بعد العصر، العاصمة مبدأة من أمام المكتب المركزي للحزب بعد اجتماع احتجاجي قصير برئاسة مولانا منظور الإسلام آفندي رئيس الحزب في مدينة داكا.
وانتقدوا إعلان نيودلهي إلغاء مادة دستورية كانت تكفل الحكم الذاتي لولاية "جامو وكشمير"، الشطر الهندي من إقليم كشمير، وحذروا من "اشتعال التوترات" في الإقليم المتنازع عليه.
وحذر من أن القرار "يعزل السكان المحليين ويزيد من مخاطر وقوع المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان وسط حملة قمع كاملة على الحريات المدنية وقطع الاتصالات".
وشددوا على أن "الانتهاكات في جامو وكشمير لا يمكن أن تنتهي دون تدخل من أهلها".
وفي نفس اليوم نظمت الحركة الإسلامية بنغلاديش احتجاجًا على إلغاء الوضع الخاص لكشمير التي تحتلها الهند، وأقيمت المظاهرة الاحتجاجية أمام النادي الوطني للصحافة برئاسة رئيس الحزب بالنيابة المفتي فيض الكريم.
وقال فيض الكريم : إن تعذيب المسلمين والاضطهاد عليهم مستمر في الهند، مضيفا يجب أن يتحد الجميع لوقف عدوان حكومة مودي على كشمير.
وفي وقت سابق الإثنين، نشرت وزارة العدل الهندية نسخة من نص المرسوم الرئاسي القاضي بإلغاء المادة 370 من الدستور؛ مشيرة إلى أن القرار دخل حيز التنفيذ "فورًا".
والمادة المذكورة تمنح سكان "جامو وكشمير"، منذ 1974، الحق في دستور خاص يكفل لهم عملية صنع القرار بشكل مستقل عن الحكومة المركزية.
ويأتي قرار نيودلهي في ظل حدوث مناوشات على الحدود الفاصلة بين شطري الإقليم، عقب حشد عسكري لنيودلهي في الجزء الخاضع لها، وتعليمات بإخلاء السياح و"الحجيج الهندوس" من المنطقة بدعوى "التهديد الأمني".
ويطلق اسم "جامو كشمير"، على الجزء الخاضع لسيطرة الهند، ويضم جماعات مقاومة تكافح منذ 1989، ضد ما تعتبره "احتلالا هنديا" لمناطقها.
ويطالب سكانه بالاستقلال عن الهند، والانضمام إلى باكستان، منذ استقلال البلدين عن بريطانيا عام 1947، واقتسامهما الإقليم ذي الغالبية المسلمة.
وفي إطار الصراع على كشمير، خاضت باكستان والهند 3 حروب أعوام 1948 و1965 و1971، ما أسفر عن مقتل نحو 70 ألف شخص من الطرفين.
ومنذ 1989، قُتل أكثر من 100 ألف كشميري، وتعرضت أكثر من 10 آلاف امرأة للاغتصاب، في الشطر الخاضع للهند من الإقليم، بحسب جهات حقوقية، مع استمرار أعمال مقاومة مسلحة من قبل جماعات إسلامية ووطنية.