اجتاحت سلسلة من الحرائق الواسعة اليوم الثلاثاء عددا من المناطق اللبنانية، ولا سيما في نطاق محافظة جبل لبنان، حيث أتت على مساحات كبيرة من الغابات والمزروعات والأشجار، ولم ترد على الفور أنباء عن وقوع ضحايا، كما لم تتوافر تقديرات للخسائر.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار القول إن هناك حوالي 103 حرائق مندلعة على الأراضي اللبنانية، وتعمل حوالي مئتي آلية من الدفاع المدني على إخمادها.
وتدخلت طائرات مروحية تابعة للقوات المسلحة اللبنانية بشكل متواصل لإخماد الحرائق، كما استعان المواطنون بصهاريج المياه وكذلك مياه حمامات السباحة في المنازل الكبيرة، في إطار محاولاتهم لمساعدة قوات الدفاع المدني.
وتسببت الحرائق في موجة نزوح محدودة من المنازل ولا سيما في منطقة (المشرف) بمدينة الشوف الجبلية في محافظة جبل لبنان، حيث حاصرت ألسنة اللهب عددا من المنازل على نحو اضطر معه المواطنون إلى ترك منازلهم.
من جانبه، حث وزير البيئة فادي جريصاتي وزارة الداخلية والمديرية العامة للدفاع المدني وأفواج الإطفاء على البقاء في حالة جهوزية، تحسبا لما قد يطرأ خلال اليومين المقبلين مع اشتداد سرعة الرياح التي تصل إلى 45 كيلومترا في الساعة.
من جانبه، قال رئيس قسم التدريب في الدفاع المدني (إطفاء) نبيل صلحان: "خلال 24 ساعة، حدثت 105 حرائق بمختلف المناطق اللبنانية، ولا يزال بعضها قيد المعالجة ولا ضحايا حتى الساعة".
وأوضح صلحان، في تصريحات إعلامية، أنّه "منذ عشرات السنين لم نشهد حرائق بهذا الحجم"، مؤكدًا أنّ الحريق الذي يندلع عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل يطرح علامات استفهام"، دون تفاصيل أخرى.
وشدد على أن "الأولوية لأرواح الناس ثم الممتلكات"، مشيرا أن "سرعة الرياح تساعد على انتشار الحريق، وفي هذا الوقت من السنة تكون الأشجار والأعشاب يابسة، ما يجعل سرعة انتشار النار قوية".
من جهتها، أعلنت شركة كهرباء لبنان (حكومية)، في بيان، خفض الإمدادات في مختلف المناطق بسبب الحرائق.
فيما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية، أن "المواطن سليم أبو مجاهد (32 عاما)، توفي إثر نوبة قلبية ألمت به بعد أن ساعد في إطفاء الحرائق".
بينما ذكرت مصادر حكومية للأناضول، أن أحد الوزراء اللبنانيين (دون تحديد) طلب مساعدة من تركيا في إطفاء الحرائق.
وفي مؤتمر صحفي عقب انتهاء اجتماع لجنة إدارة الكوارث بمقر الحكومة في بيروت، توعد رئيس الحكومة سعد الحريري، أنه إذا "كان الحريق مفتعلا، فهناك من سيدفع الثمن"، مشيرا أنه "لا أضرار جسدية حتى الساعة والأضرار المادية سنعوضها".
وأكد أن "كل الأجهزة تعمل من دون استثناء، ولا بد من فتح تحقيق في ملابسات الحرائق وأسبابها".
وتابع: "اتصلنا بالأوروبيين، ومن المفترض أن تصلنا وسائل للمساعدة خلال 4 ساعات، ونشكر كل الأجهزة على جهودها".
أما وزيرة الداخلية ريا الحسن، فأكدت بعد اجتماع لجنة إدارة الكوارث في مقر الحكومة، أنها وقعت على "طلب للاستعانة من البلدان المجاورة".
وقالت: "اتصلنا بكل البلدان التي يمكن أن تساعدنا".
وذكر رئيس مصلحة الأرصاد الجوية مارك وهيبة، في تصريحات إعلامية، أن درجات الحرارة وصلت الإثنين إلى 38، لافتا أن الحرارة المرتفعة تؤدي إلى تأجيج الحرائق في لبنان.
وأعلن أن الرياح الجافة ستخف حدتها بدءا من يوم غد الأربعاء، معتبرا أن الحرارة تخطت معدلاتها بكثير في مثل هذا الوقت من السنة.
المصدر : وكالات