كلف الرئيس اللبناني ميشال عون رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري وحكومته بتصريف الأعمال ريثما تُشَكَّل حكومة جديدة، في وقت أفاد فيه مصدر مطلع بأن الحريري مستعد لقيادة الحكومة المقبلة بشروط.
وكان الحريري أعلن استقالته أمس الثلاثاء بعد احتجاجات حاشدة استمرت نحو أسبوعين ضد النخبة السياسية التي يتهمها المتظاهرون بالفساد.
وقد أعرب المحتجون عن ترحيبهم بخطوة استقالة الحريري، إلا أنهم أعلنوا عن بقائهم في الشارع حتى استعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين.
وبدوره طالب مجلس المطارنة الموارنة "بتلقف استقالة الرئيس سعد الحريري بروح" بناءة، ودعا المسؤولين إلى "الالتفاف حول رئيس الجمهورية لاتخاذ التدابير الدستورية لحماية لبنان ومنع وصول الحريق إليه".
وحث الدول الكبرى والنافذة في المنطقة على "تحرير اللبنانيين من الصراعات الإقليمية والدولية الجارية على أرضهم".
ومن جانبه، أعرب المنسق العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش اليوم عن أمله في أن يتم تشكيل حكومة جديدة في أقرب وقت ممكن "كي يتمكن لبنان من استعادة عافيته وتفعيل اقتصاده".
في سياق متصل، قال مسؤول بارز مطلع إن سعد الحريري مستعد لتولي رئاسة الوزراء في حكومة لبنانية جديدة بشرط أن تضم تكنوقراطا قادرين على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة بسرعة لتجنب انهيار اقتصادي.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن الحكومة الجديدة يجب أن تكون خالية من مجموعة من الساسة البارزين الذين شملتهم الحكومة المستقيلة.
في غضون ذلك، أفاد مراسل الجزيرة في لبنان بأنه تمت إعادة فتح معظم الطرق الرئيسية التي قطعها المتظاهرون منذ بدء الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد منذ نحو أسبوعين.
وقد فتح الجيش الطرق التي تربط العاصمة بيروت بمحافظتي الجبل والشمال.
يأتي ذلك بعد أن طلب الجيش من المحتجين، في بيان له اليوم، فتح ما تبقى من طرق مغلقة، مؤكدا على الحق في التظاهر السلمي في الساحات. وفي الوقت ذاته يستمر إقفال المصارف والمؤسسات الكبرى في معظم المناطق.
المصدر : الجزيرة + وكالات