بحسب مقال بصحيفة واشنطن بوست : مسلمو الهند إلى الدرجة الثانية

في مقالها بصحيفة واشنطن بوست بعنوان "المحكمة العليا في الهند تؤيد رؤية يمينية تجعل المسلمين مواطنين من الدرجة الثانية"، شخصت الكاتبة الهندية رنا أيوب أحوال مسلمي البلاد وقالت إنهم "على حافة الهاوية".

جاء ذلك تعليقا على قرار للمحكمة الهندية العليا في التاسع من الشهر الجاري يقضي بتسليم الأرض التاريخية لمسجد بابري للهندوس لتشييد معبد عليه، بعد أن هدمه قوميون هندوس عام 1992.

وقالت الكاتبة إن المحكمة حققت "نصرا هائلا" لحكومة رئيس الوزراء الهندي الحالي ناريندرا مودي بمنحها الأرض في قلب الصدام إلى خصم هندوسي.

ورصدت الكاتبة الأجواء الاحتفالية داخل الأوساط الهندية اليمينية بعد الحكم، وقالت إنه في المحكمة العليا هتف المحامون "المجد للرب رام". كما أخذ كبير القضاة رانجان جوجوي، الذي قرأ الحكم، زملاءه لتناول العشاء في تلك الليلة في فندق تاج مانسينغ الفاخر في دلهي.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، احتفل القوميون اليمينيون بالحكم، ووصفه الصحفيون والكتاب بأنه إغلاق مهم لصراع استمر قرابة قرن.

أما الزعيم البارز في حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، أل.كي.أدفاني، الذي كان أحد قادة الغوغاء الذين هدموا مسجد بابري والذي تسبب في واحدة من أكثر المذابح دموية ضد المسلمين في البلاد، فقد أعلن النصر على شاشة التلفزيون، وقال "إنها لحظة الوفاء بالنسبة لي لأن الرب العظيم منحني فرصة لتقديم مساهمتي المتواضعة للحركة الجماهيرية، وهي الأكبر منذ حركة التحرير في الهند".

وبحسب الكاتبة فإن المسلمين في هذه الأجواء باتوا "على حافة الهاوية"، وتحدثت عن أجواء حزن وقلق سرت إليها عبر اتصالات تلقتها في الولايات المتحدة في الليلة نفسها التي صدر فيها الحكم، حيث عبر بعض المتصلين عن مخاوفهم من اقتحام بيوتهم من قبل المتطرفين الهندوس في حال التصعيد.

وتتحدث الكاتبة في مقالها عن التغييرات الكبيرة التي حدثت في الهند في العقود الأخيرة، وتشير إلى أن عائلتها المسلمة كانت تحظى باحترام واسع في حي مومباي، وحيث كانت لديهم في تلك الأيام "هوية اجتماعية، وليس هوية دينية".

وتقول إن كل شيء تغير في السادس من ديسمبر/كانون الأول 1992 حين سار حزب بهاراتيا جاناتا وغيره من المنظمات الهندوسية اليمينية نحو مسجد بابري لهدمه.

وبحسب الكاتبة فإن الحكم الحالي كافأ مرتكبي أعمال التدمير والعنف التي أودت بحياة أكثر من ألف مسلم في عام 1992 واغتصب في خضمها مئات النساء المسلمات، وذلك للاحتفال بجرائمهم وعدم التكفير عنها.

وخلصت الكاتبة إلى أن قرار المحكمة العليا بمكافئتها الغوغاء وقادتهم بإذن لبناء معبد كبير في الموقع المتنازع عليه وإعطائها المسلمين قطعة أرض بعيدا عن الموقع الذي كان يوما ما رمزا كبيرا لإيمانهم، فإن الهند اختارت أن تجعلها هي وملايين المسلمين من "الآخر"، وهو ما يمهد الطريق للقومية الهندوسية اليمينية لتحقيق حلمها في جعل الهند "أمة هندوسية".

المصدر : واشنطن بوست

اترك تعليقاً