رفعت مجموعات حقوقية من الروهنغيا واميركا اللاتينية دعوى قضائية في الارجنتين ضد العديد من كبار المسؤولين البورميين ومن بينهم أونغ سان سو تشي، بسبب جرائم ارتكبت ضد المسلمين الروهنغيا، في أول مرة تستهدف فيها الزعيمة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، في ازمة الروهنغيا، بحسب ما تكشف الأربعاء.
ورفعت تلك الجماعات الدعوى في الارجنتين بموجب مبدأ "الاختصاص القضائي العالمي"، وهو مفهوم قانوني تطبقه العديد من الدول على أساس ان بعض الأفعال مثل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية فظيعة لدرجة انه يمكن محاكمة مرتكبيها في أي مكان وليس في بلد معين.
وقال المحامي توماس اوجيا لوكالة فرانس برس "تهدف هذه الشكوى إلى معاقبة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية والمتواطئين معهم والمتسترين عليها .. ونحن نقوم بذلك عبر الارجنتين لانه ليس لديهم (الروهنغيا) امكانية اخرى لتقديم الشكوى الجنائية في اي مكان اخر".
وتطالب الدعوى كبار القادة العسكريين والسياسيين - بمن فيهم قائد الجيش مين أونغ هلاينغ والزعيمة المدنية سو تشي - بالمثول أمام العدالة بسبب "التهديد الوجودي" الذي تواجهه أقلية الروهنغيا المسلمة.
وقال تون خين، رئيس منظمة الروهنغيا البورمية في المملكة المتحدة "لقد حاولت سلطات بورما لعقود القضاء علينا بوضعنا في أحياء خاصة، وإجبارنا على الفرار من وطننا وقتلنا".
وسبق للمحاكم الأرجنتينية وأن نظرت في قضايا أخرى بموجب مبدأ الاختصاص العالمي، بما فيها قضية تتعلق بحكم الدكتاتور السابق فرانشيسكو فرانكو في إسبانيا وحركة فالون غونغ في الصين.
وتواجه بورما ضغوطاً قانونية متزايدة في المحاكم في جميع أنحاء العالم بسبب طردها الروهنغيا عام 2017.
فقد رفعت غامبيا قضية منفصلة الاثنين ضد بورما في المحكمة العليا للأمم المتحدة في لاهاي.
وفي عملية قانونية ثالثة، بدأ المدعون العامون في المحكمة الجنائية الدولية العام الماضي تحقيقات أولية في بنغلاديش التي تعيش فيها اعداد كبيرة من اللاجئين الروهنغيا.
وقال أوجيا إنه يأمل في صدور أوامر اعتقال دولية نتيجة الدعوى. ومع ذلك، لم يتم إدراج جريمة الإبادة الجماعية على وجه التحديد في الدعوى لأنها ليست مدرجة في قانون العقوبات في الأرجنتين.
ومنذ 25 آب/ أغسطس 2017، يشن الجيش في ميانمار ومليشيات بوذية، حملة عسكرية ومجازر وحشية ضد الروهنغيا في إقليم أراكان (راخين).
وأسفرت الجرائم المستمرة عن مقتل آلاف الروهنغيا، بحسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلا عن لجوء قرابة مليون إلى بنغلاديش، وفق الأمم المتحدة.
وتعتبر حكومة ميانمار الروهنغيا "مهاجرين غير نظاميين" من بنغلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة "الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم".