بقلم ذاكر حسين- طالب في قسم اللغة العربية بجامعة إبراهيم، دكا بنغلاديش
سيبدأ الاجتماع العالمي لجماعة الدعوة و التبليغ و الذي سينطلق لمدة ثلاثة أيام في 10 يناير/ كانون الثاني 2020 و ذلك بقيادة العلماء الكرام، وسط إجراءات أمنية مكثفة و توقعات بمشاركة نحو ملايين من المسلمين.
و كلما دار الاجتماع العالمي لجماعة الدعوة و التبليغ المرموقة سنويا نرحبه ترحيبا حارا من صميم قلوبنا و ننشط له. يستيقظ المسلمون على مستوى العالم بشعور الإيمان و بمناسبة انطلاق الاجتماع . يتدفقون على ضفة نهر " توراغ " للمشاركة في الاجتماع، حيث ترى المسلمين في ميدان الاجتماع، كأنهم جميعا شاهدون على الإخاء الإنساني، و قد زالت فيما بينهم فروق الأجناس و الألوان و الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية، يجمعهم الإيمان بالله، و ترى دائما فيهم تصديق قول الله تعالى "إن هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاعبدون" (سورة الأنبياء 92).
و يعقد الاجتماع سنويا منذ عام 1966 م، على ضفة نهر " توراغ " في ضاحية " نونغي" التي تبعد ثلاثين كيلومترا من العاصمة "داكا " و الذي ينظمه مجلس التبليغ العالمي الذي يضم مجموعة من الدعاة و يدور الكلام في الاجتماع حول الدعوة و التبليغ و تعليم الإسلام و السنة النبوية.
و تعد جماعة الدعوة و التبليغ أكثر الجماعات الإسلامية انتشارا في العالم، كما يعد هذا التجمع ثاني أكبر تجمع بعد الحج. و توصف جماعة الدعوة و التبليغ أنها جماعة وعظ و إرشاد، فهي تهتم بتوجه رسالتها و دعوتها للمسلمين و غير المسلمين بطريقة مبسطة و ميسورة، بعيدا عن الخلافات الفكرية و الفقهية، كما تلتزم ابتعادا أيضا عن الخلافات السياسية.
ما أسعدنا نحن! فالاجتماع العالمي للمسلمين ينعقد في بلادنا، نستطيع أن نشارك فيه غنيا أو فقيرا. و ما أوسع نطاق هذا الاجتماع!! و ما أروع منظر هذا الاجتماع!!! ميدان كبير، حوله مباني عالية، و بجانبه نهر طويل اسمه " توراغ "، يجتمع فيه فوق ثلاثة ملايين من الناس، من بلاد مختلفة، و هم يرجون رحمة الله.
و ما أحسن مواعيظ الاجتماع! لا يكون في خطبة الاجتماع إلا موضوع يتعلق بما تحت الثرى و فوق السماء، أعني الآخرة، فإن الآخرة خير من الدنيا، و ما أوسع قلوب ضيوف هذا الاجتماع!! فهم لا يعرفون الانتقام، فإن خير المؤمنين من يعفو من أخيه المؤمن. و ما أسوأ الرجال الذين ينتقمون من إخوتهم المسلمين.
فتعالوا، أيها المسلمون! نتقدم و لا نختلف، نعلم و لا نجمد، نسأل الله و لا نسكت، و ندعو الله. اللهم وفقنا على أن نشارك في الاجتماع القادم، آمين، يا رب العالمين.