ما هو العلم النافع

أسلافنا و أكابرنا قضوا حياتهم مع الناس و بالناس

يقصد الناس بالعلم في عصرنا الحاضر أن ينهمك في قراءة الكتب مدى الحياة.

​كما يقصدون  به أن من تعلم العلم ،و ما استخدم حياته في تعليمه فهو شقي.

و من جانبه ليس في أحد قلب مُتَّسم بالحنان و الشفقة يؤدي بهم إلى سمع بكاء المظلومين ،و لا قلب يشعر به بمشقات الآخرين ، ثم يلتفت إلى البائسين و المنكوبين ،و يمدهم بكل ما يحتاج إليه من مساعدة.

و الحال كأن الله ختم على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ، فهم لا يبصرون هدى ولا يسمعون ولا يفقهون ولا يعقلون.

فمغزى ما سبق أن العلم يهتف بالعمل و لو قليلا ،و إنما العلم بالعمل والعلم النافع الذي يؤتي ثمارا وفيرة في الدنيا والآخرة.و أيضا يورث في القلب الخشية والوجل من الله عزّ وجلّ.و به يبصر المرء حقائق الأمور والأحداث، و أثمر العلم لصاحبه فهذه كلها من العلوم النافعة.

زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا.[رواه مسلم برقم: 2722]

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحض على العلم النافع ويحث عليه فيقول: "سَلوا اللهَ عِلمًا نافعًا وتعَوَّذوا باللهِ مِن علمٍ لا ينفعُ[ أخرجه ابن ماجه: 3843]

ومن هنا قسم العلماء العلوم إلى ثلاثة أنواع:1- علم نافع: ينفع الإنسان ويفيد البشرية في دينهم ودنياهم.2- علم ضار: يضر الإنسان في دينه، أو دنياه.3- علم لا هو بالنافع ولا هو بالضار: فهو يُعدُّ ضارا؛ لأنه أضاع الأعمار وبدَّد الأوقات.

هناك الشقاوة كل الشقاوة أن يكتسب الناس العلم لأغراض نحو كسب المال و نيل الدنيا و الرفعة و الشهرة فيها ، و الويل كل الويل أن يظنوا أن الفلاح و النجاح في كسب الأموال العياذ بالله.

أهل العلم النافع و علاماته على حد تعبيرالحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله المتوفى سنة 795.

من علامات العلم النافع : أن صاحبه لا يدعى العلم، ولا يفخر به على أحد، ولا ينسب غيره إلى الجهل إلا من خالف السنة وأهلها فإنه يتكلم فيه غضباً للَّه لا غضباً لنفسه ولا قصداً لرفعتها على أحد.

ومن علمه غير نافع فليس له شغل سوى التكبر بعلمه على الناس وإظهار فضل علمه عليهم ونسبتهم إلى الجهل وتَنَقُّصهم ليرتفع بذلك عليهم وهذا من أقبح الخصال وأرداها...

وأهل العلم النافع : يسيئون الظن بأنفسهم، ويحسنون الظن بمن سلف من العلماء ويقرون بقلوبهم وأنفسهم بفضل من سلف عليهم وبعجزهم عن بلوغ مراتبهم والوصول إليها أو مقاربتها ...

 نسأل الله تعالى علما نافعا، ونعوذ به من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع، اللهم إنا نعوذ بك من هؤلاء الأربع.الحمد لله رب العالمين وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

اترك تعليقاً