عيد الفطر في زمن فيروس كورونا تحذير إلهي

العيد وصل إلى المسلمين هذا العام بلباس أرملة ابيضت عيناها بشدة الحزن والإهمال والجوع ونقص الأموال، لم تشاهد حركات الناس الكافية في متاجر المدن والأرياف، خاصة الطائفة ذات الدخل المتوسط والأدنى والمحدود التي تكسب قوتها يوميا، وبالعكس لم تر الحيرة في الزمرة التي لم تمنعها عبوس الفيروس من الاقتراب من الرفاهية.

ويحتفل ملايين المسلمين في أرجاء العالم بعيد الفطر هذا العام في ظل وباء كورونا الذي حال دون إقامة الصلاة في المساجد أو المصليات المفتوحة في معظم الدول استجابة للإجراءات الاحترازية.

وقد أعلنت أغلب الدول الإسلامية أن اليوم الأحد هو غرة شهر شوال يوم عيد الفطر. واجتمعت كل الدول العربية على إعلان الأحد يوم عيد الفطر، عدا موريتانيا والصومال اللتين احتفلتا بالعيد أمس السبت.

وفي زمن العيد لم تشاهد صيحات الأطفال تجاه الآباء طلبا لشراء ملابس جديدة، كأن الله ألقى الصبر على هذه النسمات الوديعة، وهم بدأو يتداركون عرق الوالد وحزنه الذي حل في جبينه في التفكر عن استمرار رفع لقمة طعام في أفواه العائلة فضلا عن إلباسهم أقمشة غير عتيقة.

إنه من المتأكد أن معظم المسلمين في هذا العام لم يشرون الأدوات الممتعة لهم ولذرياتهم لسبب قلة الأمول التي ظهرت في أزمة الوباء هذا، كثير من التجار الأسخياء أصبحوا صفر الأيادي وعدد كبير من الخدام لمختلف المجال أمسوا بلا عمل وهم ينتظرون أيام صعبة أشد من الأيام الماضية كل لحظة ويقتلهم فكر قضاء المعيشة حينا بعد حين.

الطائفة ذات الدخل المنخفض أصبحت حائرة بالنسبة إلى غيرهم، أكثرهم غير معتادين على سؤال الناس، الفقراء يمكنهم أن يقدمو بطاقات هويتهم علنا لدى ممثلي مناطقهم للحصول على مساعدات حكومية ولكن تلك الطائفة لا تزال متمسكون بديارهم، لا أحد يستفسر عن أحوالهم ولا هم يبرزون حوائجهم في زمن الفيروس المميت هذا.

لقد منحت الحكومة المساعدات المالية والغذائية للفقراء الذين سجلوا أسمائهم في لائحة المحتاجين ولكن الطائفة ذات المتوسط لا يعلم أحد عن بؤسهم ويأسهم زعما أنهم بالخير.

عدد لا بأس به من العوائل سيمضون هذا العيد بلا طعام يؤكل في أيامه ولا شراب يطعم في زمنه، ولا لباس يلبس قبل الذهاب إلى مصلاه ولا حذاء يستعمل للمشي إلى زيارة الأقارب في وقته.

رجال العمل كثير منهم لم يحصلوا على الرواتب منذ شهور، فتغذية الأبناء ولو لفترة من اليوم أكبر عندهم من شراء مواد العيد العادية، ما أحوج هؤلاء الناس تجاه التعاونيات السرية، وما أعظم من يفتح البسمة في وجوههم وما أسخى من يقدم لهم هدايا العيد قبل طلبهم وإظهار حوائجهم.

هذا تحذير من الله لمن لا يرجع إلى الصواب من الخطأ وعقاب لمن لم يعتبر بعواقب المجرمين، وبشرى للمؤمنين الذين يريدون تغيير الحياة بمشاهدة قدرة الله الجبارة، وفرصة للمذنبين الذين يتمنون العودة إلى الصراط المستقيم وعبرة للملحدين الذين يعتقدون بأن العلوم الحديثة تنقذهم من جميع الآفات والبلاء وينكرون قدرة الله على قدرة الناس.

اترك تعليقاً