قال حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا إن على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التركيز على مواجهة عداء الإسلام وعداء الأجانب المنتشر في أوروبا بدل مهاجمة المسلمين، وذلك عقب تصريح غير مسبوق لماكرون الجمعة الماضي قال فيه إن "الإسلام يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم، وعلى باريس التصدي لما وصفها بالانعزالية الإسلامية".
وأضاف المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر جليك -في سلسلة تغريدات في تويتر- أن "تصريحات ماكرون تدعم جرائم الكراهية، وتوفر مادة غنية للتنظيمات الإرهابية مثل داعش"، وأضاف جليك أن تركيا "تقف في مواجهة أي تدخل في حرية معتقدات الأفراد، وأن الهجوم على الديمقراطية وحقوق الأفراد لا ينبغي أن يأتي من رئاسة الدولة الفرنسية".
وشدد المتحدث باسم الحزب الحاكم في تركيا على أن الإسلام "دين عالمي ودين سلام"، مستنكرا خطاب ماكرون الذي تحدث فيه عن "تشكيل تنوير إسلامي عبر مشروع قانون مكافحة الانفصال الشعوري".
وجاء تصريح ماكرون عن الإسلام في سياق استعداد حكومته لطرح مشروع قانون ضد الانفصال الشعوري الشهر المقبل بهدف مكافحة من يوظفون الدين للتشكيك في قيم الجمهورية الفرنسية، ومن أهمها العلمانية.
الخارجية التركية
وكانت وزارة الخارجية التركية انتقدت بدورها أمس مشروع قانون فرنسي يستهدف الجالية المسلمة، وقالت إنه "لا يحق لأحد الحديث عن الإسلام الذي يحمل معناه السلام، في إطار مقاربات خاطئة وتحت مسمّيات التنوير"، وأضافت الوزارة أن "العقلية التي تقف وراء مشروع (قانون ضد الانفصال الشعوري) ستؤدي إلى عواقب وخيمة، بدل أن تحل مشاكل فرنسا".
وشددت الخارجية التركية على أن سلطات أنقرة ستتابع عن قرب التطورات المتعلقة بمشروع القرار الفرنسي، وستبحث عواقبه خلال المباحثات الثنائية مع فرنسا، وفي المحافل متعددة الأطراف.
وأثارت تصريحات ماكرون عن الإسلام ردود فعل غاضبة من منظمات غير حكومية في الدول الإسلامية وفي أوروبا، فقد نشر موقع "ميديا بارت" الفرنسي بيانا وقعته 100 شخصية مسلمة في فرنسا، بينهم أكاديميون، ورجال أعمال، وصحفيون، وأئمة وعاملون في مجال الصحة.
اعلان
وقال البيان -الذي جاء بعنوان "الانفصالية: صوت 100 مسلم يقول قف!"- إن ماكرون اختار استهداف المسلمين بدل الإرهاب، مبينا أن مشروع قانون الانفصال الشعوري يستهدف حرية المسلمين ويزيد الضغوط عليهم، ودعا أصحاب البيان الدولة الفرنسية إلى التخلي عن مراقبة المسلمين.
شخصيات ومؤسسات
وقبل ذلك، وصف مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر تصريحات الرئيس الفرنسي عن الإسلام بأنها "عنصرية"، و"تدعم خطاب الكراهية"، وأضاف المجمع -في بيان نشره أمس الأول السبت على صفحته في فيسبوك- أنه "يستنكر التصريحات الأخيرة الصادرة عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي اتهم فيها الإسلام باتهامات باطلة، لا علاقة لها بصحيح هذا الدين الذي تدعو شريعته للسماحة والسلام بين جميع البشر حتى من لا يؤمنون به".
كما رد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على تصريحات ماكرون، موضحا أن المقتنعين بالإسلام يزدادون كل يوم، "فهو ليس في أزمة، وإنما الأزمة في الجهل بمبادئه وحقائقه والحقد عليه وعلى أمته، فهي أزمة فهم وأزمة أخلاق". وقال الاتحاد في بيان إن المشكلة التي يواجهها الإسلام تكمن في ازدواجية المعايير والإسلاموفوبيا، "وفي حفنة ممن صنعهم المحتلون والمستعمرون يحكمون بلاد المسلمين".
وأكد الاتحاد أن مثل هذه التهجمات غير المبررة والسماح بالاعتداء على مقدسات الإسلام تحت غطاء الحرية "هي التي تصنع الإرهاب والعنصرية الدينية، وتحول دون التعايش السلمي القائم على احترام جميع الأديان وخصوصياتها".
مفتي السلطنة
كما رد المفتي العام لسلطنة عمان الشيخ أحمد الخليلي على تصريحات ماكرون، وقال إن "جميع العقلاء مهما اختلفوا مجمعون على أن الحل لكل مشكلة مما يعانيه العالم اليوم إنما هو في الإسلام"، وأضاف مفتي السلطنة -في بيان نشره على حسابه في تويتر- أن "محاولة إلصاق تهم باطلة بالإسلام تنقلب على أصحابها بالفشل الذريع".
وأعرب المجلس الأوروبي للأئمة في بيان له عن صدمته واستيائه العميق من تصريحات ماكرون بشأن ما سماه "الإسلام السياسي" و"الانعزالية الإسلامية"، ووصف المجلس هذه التصريحات بأنها خرق لقواعد الخطاب السياسي الرسمي عبر إطلاق أحكام سلبية عامة عن الدين الإسلامي لا ترتكز على حقائق أو معطيات موضوعية". وقال المجلس الأوروبي للأئمة -ومقره في السويد- إن ماكرون وقع في "خطأ جسيم عندما لم يفرق بين الإسلام كدين وبين واقع المسلمين المركب".
ونشر المدير السابق لمنظمة العالم اﻹسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) عبد العزيز التويجري تغريدة قال فيها "ماكرون يقول إن الإسلام يمر بأزمة في كل مكان في العالم، والتلفزيون الفرنسي يقول إن 4000 فرنسي يدخلون في الإسلام سنويا، وأغلبهم من الشباب".
المصدر : وكالات + مواقع التواصل الاجتماعي