كلمة عزاء لفضيلة الشيخ سيد عبد الماجد الغوري لاستشهاد الشيخ محمد عادل خان الآفريدي

قدم فضيلة الشيخ سيد عبد الماجد الغوري الأستاذ المساعد في Universiti Sains Islam في ماليزيا كلمة عزاء لوفاة الشيخ محمد عادل خان الآفريدي الباكستاني، ونصها كما يلي :

وقع عليَّ هذا الخبرُ بالبارحة كالصَّاعقة أنه اسْتُشْهِدَ إثر حادثة اغتيالٍ مُدبَّرٍ له بمدينة كراتشي عقب صلاة المغرب وهو راجعٌ إلى بيته من الجامعة.

وكان الشهيدُ النجلَ الأكبرَ للمحدِّث الكبير الشيخ محمد سليم الله خان الآفريدي (ت1438ﻫ)، الذي كان مؤسِّسَ "الجامعة الفاروقية" بكراتشي، وشارحَ "صحيح البخاري" بمجلدات ضخمة باللغة الأردية.

كان - رحمه الله تعالى - من كبار العلماء في باكستان، وقد نَهَض أخيراً للدفاع عن الصحابة رضي الله عنهم، وجاهر بموقفه النبيل الجريء عن هذه القضية دون أن يخاف في الله لومةَ لائم، ودون اكتراثٍ للتهديدات التي كان ينالها بين الحين والآخر من قِبَل أهل الأهواء. وله مساعٍ محمودةٌ في جمع شَمْل المسلمين، وتوحيدِ العلماء المنتسبين إلى مختلف المدارس الفكرية والجماعات الإسلامية في باكستان على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، وقد حالفه في ذلك بعض التوفيق.

تخرَّج - رحمه الله تعالى - في "الجامعة الفاروقية"، ثم واصل دراستَه في كلية اللغة العربية بجامعة كراتشي وحصل منها على شهادة الماجستير في الأدب العربي، ثم نال الدكتوراه من جامعة السِّنْد في الحضارة الإسلامية.

وقد درَّس في الجامعة الفاروقية سنواتٍ طويلةً، وساهم في تأسيس مجلة "الفاروق"، وظلَّ مدير تحريرها لمدة طويلة، تلك المجلة التي لا تزال تُعَدُّ من أشهر المجلات الإسلامية باللغة الأردية في شبه القارة الهندية، وعن طريقها قد تعرّفتُ عليه أيامَ طلبي للعلم.

قضى - رحمه الله تعالى - فترةً من الزمن في الولايات المتحدة الأمريكية، وأنشأ هناك معهداً لتدريس العلوم الشرعية، ثم عاد إلى باكستان، وتولَّى بعض المهمام الإدارية في الجامعة الفاروقية.

ثم قَدِمَ مع عائلته إلى ماليزيا في عام 2010م، وعُيِّنَ أستاذاً مساعداً في الجامعة الإسلامية العالمية في قسم الدراسات الإسلامية، وعمل فيه ست سنوات، وكان محبوباً بين زملائه من أعضاء هيئة التدريس، ومُبجَّلاً لدى جميع طلابه من المواطنين والوافدين، وللأسف أن إدارة هذه الجامعة لم تقدره حق قدرها، ولم تستفد من خبراته العلمية كما ينبغي. ثم عاد إلى باكستان سنةَ 2018م إثر وفاة والده المحدِّث الشيخ سليم الله خان، وعُيِّنَ رئيساً للجامعة الفاروقية.

كنتُ أزوره في الجامعة الإسلامية العالمية تارةً على دعوةٍ منه، وأخرى برغبة مني، وأتشاوره في كثير من الأمور العلمية وغيرها.

ولم يكن له اشتغال بالتأليف، إلا أنه كتب أثناء عمله في الجامعةِ عدةَ أبحاثٍ في موضوعات دينية متنوعة، والتي نُشرت في بعض المجلات المحكَّمة، ثم طبعها في كتاب مستقلّ.

أسأل اللهَ تعالى أن يتغمَّده برحمة واسعة، ويُنزله منازلَ الصِّدِّيقين والشهداء والصَّالِحين، وحَسُنَ أولئك رفيقاً، ويُدخِله الفردوسَ الأعلى، ويُلهم أبناءَه البَرَرة وذويه وتلامذتَه الصبرَ والسلوانَ على هذه الفاجعة، إنه وَلِيُّ ذلك والقادِرُ عليه.

فضيلة الشيخ سيد عبد الماجد الغوري الأستاذ المساعد في Universiti Sains Islam في ماليزيا