بدأ حجاج بيت الله الحرام، بعد غروب شمس الإثنين، التاسع من ذي الحجة، في النفرة إلى مشعر “مزدلفة”، بعد الوقوف على صعيد عرفات وقضاء ركن الحج الأكبر.
جاء ذلك في يوم توحدت فيه ألسنة الحجيج، رغم اختلاف جنسياتهم، على التلبية برجاء قائلة: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك”.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) بأن” ضيوف الرحمن بدأوا، مساء اليوم، التحرك إلى مزدلفة وحين يصلون سيؤدون صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير اقتداءً بسنة رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، ويلتقطون بعدها الجمار”.
وأضافت: “سيبيت الحجاج هذه الليلة في مزدلفة، ثم يتوجهون إلى منى بعد صلاة فجر عيد الأضحى (الثلاثاء) لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي (الأضاحي)”.
وتعد النفرة من عرفات إلى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج، بعد يوم التروية والوقوف بعرفة.
واتسمت “تحركات قوافل حجاج بيت الله الحرام بالانسيابية”، وفق “واس”.
وكان حجاج بيت الله تدفقوا، صباح اليوم، إلى صعيد جبل عرفات قادمين من منى؛ حيث قضوا “يوم التروية”، في الثامن من ذي الحجة، وسط إجراءات احترازية مكثفة لمنع تفشي فيروس “كورونا”.
ويقع جبل عرفات (عرفة) على بعد 12 كم شرق مكة، على الطريق الرابط بينها وبين محافظة الطائف بحوالي 22 كم، وعلى بعد 10 كم من مشعر منى و6 كم من مزدلفة، وهو المشعر الوحيد الذي يقع خارج حدود الحرم المكي.
ويقول المؤرخون إن تسميته جاءت على عدة أقوال منها أن آدم عرف حواء فيها، ومنها أن جبريل عرَّف النبي إبراهيم – عليه السلام- فيها المناسك، وقيل لتعارف الناس فيها.
وقال خطيب يوم عرفة بالمسجد الحرام، الشيخ بندر بليلة، الإثنين، إن الشرع أمر المسلمين بالإحسان، والسعي لاستقرار البلاد، والنهي عن الفتن والإفساد في الأرض والإرهاب.
ومنذ السبت الماضي، تحولت أنظار العالم الإسلامي إلى مكة المكرمة؛ حيث بدأ الحجاج بالتوافد وأداء طواف القدوم.
وللعام الثاني على التوالي، تقيم السعودية شعيرة الحج بعدد محدود من الحجاج يبلغ 60 ألفا فقط من داخل المملكة، في ظل ضوابط صحية مشددة خشية تداعيات كورونا.
وشهد عام 1441 هجرية (2020 ميلادية) موسما استثنائيا للحج، جراء تفشي كورونا، إذ اقتصر عدد الحجاج آنذاك على نحو 10 آلاف من داخل السعودية فحسب، مقارنة بنحو 2.5 مليون حاج، في 2019، من كل أرجاء العالم.