تشهد العلاقات بين بنغلاديش والهند مرحلة غير مسبوقة من التوتر السياسي، إثر اضطرابات داخلية عصفت ببنغلاديش وأفضت إلى فرار رئيسة الوزراء السابقة، شيخ حسينة، إلى الهند في أغسطس الماضي، بعد موجة احتجاجات شبابية تحولت إلى حركة جماهيرية واسعة أُطلق عليها “ثورة الجيل Z”.
وفقًا لتقرير نشرته “إيه بي سي نيوز”، أجبرت الاحتجاجات الحاشدة، التي بدأت رفضًا لنظام حصص الوظائف الحكومية، شيخ حسينة على مغادرة البلاد عبر مروحية، تاركة المشهد السياسي مفتوحًا أمام حكومة انتقالية بقيادة محمد يونس. ومع تولي القيادة الجديدة، برزت توترات مع نيودلهي، خاصة في ظل تزايد أعمال العنف الطائفي واتهامات متبادلة باستهداف الأقليات الدينية في كلا البلدين.
الهند، التي اعتبرت بنغلاديش شريكًا استراتيجيًا مستقرًا في جنوب آسيا خلال خمسة عشر عامًا من حكم حسينة، أبدت قلقها العميق إزاء التحولات الأخيرة. هذا القلق تعمق بعد سلسلة هجمات استهدفت القنصليات البنغلاديشية في الهند من قِبل جماعات متطرفة، واعتقال شخصيات دينية هندوسية بارزة داخل بنغلاديش.
وفي تصعيد آخر، عبّرت الهند عن مخاوفها من “أعمال إبادة” مزعومة ضد الأقليات الهندوسية في بنغلاديش، وهي اتهامات نفتها الحكومة الانتقالية بشدة. من جهة أخرى، أصدرت محكمة بنغلاديشية مذكرة اعتقال بحق شيخ حسينة، متهمة إياها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، مما زاد تعقيد المشهد الدبلوماسي بين البلدين.
ومع اقتراب موعد الانتخابات البنغلاديشية، المقرر إجراؤها أواخر 2025 أو مطلع 2026، يرى محللون أن العلاقات الثنائية مرشحة لمزيد من التدهور، خاصة إذا تمكن الحزب الوطني البنغلاديشي المقرّب من الصين من الوصول إلى السلطة.
وفي خضم هذا المشهد المضطرب، تبقى العلاقات البنغلاديشية-الهندية على مفترق طرق، حيث يُعد أي تحرك سياسي أو دبلوماسي غير محسوب شرارة قد تُشعل مزيدًا من الأزمات في جنوب آسيا.