حريق هائل بمخيمات الروهينغيا في بنغلاديش

مئات المنازل في الرماد وطفل ضحية الكارثة

حريق مدمر في مخيمات الروهينجا في بنغلاديشحريق مدمر في مخيمات الروهينجا في بنغلاديش

في كارثة مأساوية، اندلع حريق ضخم اليوم في مخيم لامباشيا للروهينغيا في أوخيا، ما أسفر عن تدمير ما لا يقل عن 500 منزل وترك المئات من اللاجئين بلا مأوى. الحريق، الذي بدأ في حوالي الساعة 12:30 ظهرًا، استمر لمدة ساعة كاملة قبل أن تتم السيطرة عليه بشكل جزئي. ومن بين ضحايا هذه المأساة، توفي طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات، فيما لا يزال طفل آخر، في السابعة من عمره، مفقودًا حتى الآن.

تفاصيل الحريق والمأساة الإنسانية

,اندلع الحريق في أحد مخيمات اللاجئين التابعة للروهينغا في أوخيا، على ما يبدو نتيجة انفجار نشب من موقد مطبخ في إحدى المستوطنات، ثم انتشر بسرعة بفعل الرياح القوية. في غضون ساعتين فقط، التهمت النيران حوالي 500 منزل من منازل الروهينغا، بما في ذلك مرافق أساسية ومواد إغاثة، مما أسفر عن تشريد ما يقرب من 3000 لاجئ، جميعهم اضطروا إلى التكيف مع البرد القارس وهم دون مأوى.

وأكد محمد ميزان الرحمن، مفوض إغاثة اللاجئين وإعادتهم إلى الوطن، أن الحريق نشب في حدود الساعة 1:15 ظهرًا وانتشر بسرعة إلى مناطق أخرى من المخيم. ولفت إلى أن جهود الإطفاء التي شاركت فيها عدة جهات، بما في ذلك الجيش البنغالي، وحرس الحدود، وكتيبة الشرطة المسلحة، بالإضافة إلى فرق الإطفاء المحلية، قد نجحت في السيطرة على النيران بحلول الساعة 2:30 بعد الظهر. لكن الأضرار كانت قد لحقت بالفعل بحوالي 500 منزل.

عائلات مدمرة وأمل مفقود

من بين الذين تضرروا من الحريق، كان صابر أحمد، وهو أب لخمسة أطفال، الذي فقد منزله وأثاثه. وقال في تصريح له وهو يقف في العراء مع عائلته: “فقدت كل شيء، بما في ذلك ملابسنا وأشياءنا الثمينة. في هذه الأوقات الباردة، لا أعرف إلى أين نذهب”. هذه التصريحات تعكس حالة الذعر والضياع التي يعيشها كثير من اللاجئين في المخيم، حيث يواجهون ظروفًا قاسية وسط الشتاء القارص.

أضافت الشرطة المحلية أنه تم العثور على جثة الطفل الذي لقي حتفه في الحريق، لكن لم يتم التعرف على هويته بعد. أما الطفل المفقود، فقد تجري عمليات البحث عنه.

مخاوف من أعمال تخريبية وحروب عصابات

إلى جانب الحزن الكبير على الأرواح والأضرار المادية، يثار تساؤل حول ما إذا كانت الحادثة ناجمة عن عمل تخريبي. زعم بعض زعماء الروهينغا أن الحريق قد يكون ناتجًا عن صراعات بين الجماعات المسلحة في المخيمات، مثل “جيش إنقاذ الروهينغا أراكان” (ARSA) و”منظمة تضامن الروهينغا” (RSO). وقد شهدت المخيمات في السنوات الأخيرة سلسلة من الحرائق المدمرة، ما يعزز هذه الفرضية.

وتشير التقارير إلى أن الخلافات بين هذه الجماعات المسلحة، التي تشمل السيطرة على المهربين والشبكات غير القانونية، قد أسفرت عن اندلاع حرائق مدمرة في المخيمات على مدار السنوات الماضية، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والإنساني في المنطقة.

الوضع الحالي لمخيمات اللاجئين في أوخيا

يعد مخيم أوخيا أحد أكبر مخيمات اللاجئين في بنغلاديش، حيث يضم أكثر من مليون لاجئ روهينجي. من هذا العدد، تم تسجيل نحو 8,000 لاجئ جديد في الأشهر الأخيرة، فرّوا من ولاية راخين في ميانمار نتيجة للاحتدامات العرقية والصراعات المسلحة.

وتعكس هذه الحوادث المتتالية الحاجة الملحة لتوفير بيئة أكثر أمانًا وإدارة أفضل في المخيمات، وسط تداعيات الصراع المستمر في ميانمار. في الوقت نفسه، يبقى الكثير من اللاجئين عالقين في هذا المأزق الإنساني، مع غياب أي آفاق قريبة للعودة إلى ديارهم.

من الواضح أن الحريق الذي نشب في مخيم لامباشيا لم يكن مجرد حادث عابر، بل يسلط الضوء على التحديات الكبرى التي يواجهها اللاجئون الروهينغا في بنغلاديش. وسط الظروف المعيشية الصعبة والنقص الكبير في الموارد، يبقى الأمل في تحسين الوضع الأمني والإنساني في هذه المخيمات بعيد المنال، في وقت يحتاج فيه هؤلاء اللاجئون إلى دعم دولي عاجل لمواجهة معاناتهم المستمرة.