شهد مقر الأمانة العامة في عاصمة بنغلاديش حادث حريق ضخم في المبنى رقم 7، حيث اندلع الحريق في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء، مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من المبنى وخاصة في الطوابق الثامن والتاسع. وبعد حوالي ست ساعات من الجهود المتواصلة، تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على الحريق بالكامل في الساعة 8:05 صباحًا.
تفاصيل الحريق والجهود المبذولة للسيطرة عليه
وفقًا للتقرير الذي قدمه اللواء المتقاعد محمد جهانجير علام تشودري، مستشار وزارة الداخلية، اندلع الحريق في الطابق الخامس من المبنى في الساعة 1:50 صباحًا، وبدأت فرق الإطفاء عملها بعد دقيقتين فقط من تلقي البلاغ، في تمام الساعة 1:52 صباحًا. ووفقًا لما ذكرته هيئة الإطفاء والدفاع المدني، تم استدعاء 20 وحدة إطفاء تضم 211 فردًا لمكافحة الحريق، لكن بسبب ضيق المساحات في المبنى، لم تتمكن سوى 10 وحدات من العمل بشكل فعال.
الخسائر والضرر المادي
تسبب الحريق في أضرار جسيمة في الطوابق الخمسة، والسادس، والسابع، والثامن، والتاسع، حيث هلك العديد من الوثائق المهمة. طالت الأضرار بشكل خاص الطابقين الثامن والتاسع، اللذين كانا يحتويان على مكاتب وزارات حيوية مثل وزارة النقل والطرق، ووزارة المالية، ووزارة العمل، ووزارة التنمية الريفية.
وفي تصريحات لوسائل الإعلام، أشار اللواء محمد زاهد كمال، مدير عام هيئة الإطفاء، إلى أن الحريق انتشر بسرعة عبر خطوط الكهرباء، مرجحًا أن يكون الحريق قد نجم عن ماس كهربائي، رغم أنه أكد أن هذا الافتراض لن يتم تأكيده إلا بعد التحقيقات الرسمية.
التحقيقات والمستقبل
أعلن مستشار وزارة الداخلية عن تشكيل لجنة تحقيق عالية المستوى لتحديد أسباب الحريق، مشيرًا إلى أن التحقيق سيشمل احتمالات عدة مثل الحادث العرضي أو التخريب المتعمد أو حتى وجود مؤامرة أوسع.
من جهتها، أكدت السلطات عدم وجود إصابات بشرية نتيجة للحريق، وطمأنت الجمهور بأنه سيتم الكشف عن نتائج التحقيق فور اكتمالها.
تدابير أمنية مشددة في محيط الأمانة العامة
تم تعزيز الإجراءات الأمنية حول مقر الأمانة العامة بعد الحريق، حيث تم نشر وحدات من القوات المسلحة والشرطة، إلى جانب فرق من وحدة الرد السريع (RAB) ووحدات الحرس الحدودي (BGB) عند مختلف بوابات المقر، مع فرض قيود مشددة على الدخول.
وفي صباح يوم الخميس، تم السماح للموظفين بالدخول من البوابة رقم 5 بعد أن كانت جميع البوابات مغلقة أثناء الحريق، حيث دخل الموظفون واحدًا تلو الآخر تحت مراقبة أمنية مشددة، في الوقت الذي تجمع فيه عدد كبير من المواطنين والمسؤولين خارج المقر في انتظار استئناف أعمالهم.
تم تعليق حركة المرور بشكل جزئي على الطريق الرئيسي أمام الأمانة العامة، من منطقة بالتان إلى نقطة الزيرو، بسبب انتشار فرق الإطفاء والمركبات الطبية في المنطقة.
السلطات أكدت أن التحقيقات ستستمر في الساعات المقبلة لمعرفة السبب الدقيق وراء الحريق، فيما تسعى لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.