“مجلس الخلافة” يطالب بإصلاحات جذرية ترتكز على القيم الإسلامية في التعليم والدستور في بنغلاديش

في خطاب قوي ألقاه خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية عشرة لمجلس الخلافة، شدد الأمين العام للمجلس، مولانا عبد الباسط أزاد، على ضرورة إحداث إصلاحات جذرية في مختلف القطاعات الأساسية للدولة، مؤكدًا أن الطريق نحو تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة ما يزال طويلاً. وأوضح أزاد أن الإصلاحات لا تقتصر فقط على الإجراءات الشكلية، بل يجب أن تشمل قلب النظام الإداري والقانوني لضمان استئصال الفساد والظلم وتحقيق دولة قائمة على المبادئ الإنسانية الحقة.

الإصلاحات التعليمية والدستورية في صلب المطالب

وطالب أزاد الحكومة الانتقالية بإعطاء الأولوية للإصلاحات التعليمية والدستورية، داعيًا إلى ضرورة توجيه هذه التغييرات وفقًا للقيم الإسلامية. وأكد على ضرورة أن تكون هذه الإصلاحات شاملة، تأخذ في الحسبان آراء جميع الفئات المعنية، ولا سيما في اللجان المكلفة بإعداد المقترحات. وفي هذا السياق، شدد على أن أي مقترح يتعارض مع القيم الإسلامية لن يُقبل، موضحًا أن الدولة يجب أن تكون محكومة بمبادئ الشريعة الإسلامية لتصبح قادرة على مواجهة التحديات الراهنة.

العدالة والمحاسبة: محاكمة الجرائم ضد الإنسانية

وفي سياق آخر، دعا أزاد إلى تعزيز الأمن في المنشآت الحكومية والهيئات العامة لمواجهة أي تهديدات إرهابية أو أعمال عنف قد تمس استقرار البلاد. كما شدد على أهمية تسريع محاكمة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية، مطالبًا بمحاكمة المتورطين في مذبحة “بي دي آر” ومجزرة “شاپلا چتر” (ساحة شابلا) بأسرع وقت، مؤكدًا أن العدالة يجب أن تتحقق عاجلاً.

الاقتصاد الوطني: التحديات والحلول

وفيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، دعا أزاد الحكومة إلى تبني استراتيجيات فعالة لتعزيز الإنتاج المحلي، وذلك عبر زيادة الرقابة على الأسواق وتوجيهها نحو تقليص التضخم وضمان القدرة الشرائية للمواطنين. كما طالب بضرورة اتخاذ خطوات جادة لإعادة الأموال المهربة إلى الخارج والعمل على تقوية العملة الوطنية لتقليل الفجوة بين الدولار والتكلفة المحلية.

خارطة طريق للانتخابات المقبلة وحماية السيادة الوطنية

وفي ما يخص السياسة الداخلية، حثّ أزاد الحكومة الانتقالية على تحديد خارطة طريق واضحة لإجراء الانتخابات الوطنية بحلول ديسمبر 2025، مؤكدًا أن هذه الانتخابات يجب أن تكون جزءًا من عملية إصلاحية واسعة تهدف إلى تحسين الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد. كما حذر من أن التهديدات المستمرة من الدول الكبرى تمثل خطرًا على استقلالية بنغلاديش وسيادتها، مشيرًا إلى أن البلاد بحاجة إلى وحدة وطنية شاملة لمواجهة هذه التحديات. ودعا جميع الأحزاب السياسية إلى وضع خلافاتها جانبًا والعمل معًا من أجل الحفاظ على سيادة الوطن.

الدعوة إلى بناء دولة إسلامية قائمة على العدالة

وفي ختام خطابه، دعا أزاد إلى ضرورة بناء دولة إسلامية قائمة على العدالة والمساواة، حيث يكون تطبيق الشريعة الإسلامية أساسًا للحكم والإدارة. وأكد أن دولة تسير وفقًا لمبادئ الإسلام ستشهد قضاءً على الفقر والظلم، وتحقق العدالة الاجتماعية للجميع. وأضاف أن دولة الخلافة لا تكون سوى دولة تضمن رفاهية جميع أفراد شعبها من خلال العدالة والمساواة في الحقوق والفرص.

جلسة تاريخية تدشّن مرحلة جديدة

وقد تم افتتاح الجلسة صباح اليوم السبت في ساحة سوهراوردى التاريخية، التي شهدت حضور العديد من الشخصيات السياسية والدينية البارزة. وكان رئيس المجلس السابق وأحد أعضاء الهيئة الاستشارية الحالية، مولانا محمد إسحاق، قد افتتح الجلسة رسميًا وسط حشد كبير من أعضاء المجلس. واعتبرت هذه الجلسة نقطة انطلاق جديدة في مسار بناء دولة قوية ومستقرة ترتكز على القيم الإسلامية وتضمن العدالة والمساواة لكافة المواطنين.

إعادة بناء الأمة

وفي الختام، أكد أزاد أن المجلس سيواصل جهوده الحثيثة لبناء قيادة مؤمنة وقادرة على إحداث التغيير الجذري في بنغلاديش، داعيًا إلى إنشاء دولة تقوم على العدالة والرفاهية لجميع المواطنين في ظل الشريعة الإسلامية.