في تطور يبرز التوترات بين دكا ونيودلهي، أكد مستشار الحكومة المؤقتة في بنغلاديش، محفوظ علم، يوم الأحد أن الهند اتخذت قرارًا سياسيًا بعدم تسليم رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة، المتهمة بأكثر من 100 قضية تشمل جرائم خطيرة، منها القتل والإبادة الجماعية.
وقال علم خلال مؤتمر صحفي عقب حضوره حوارًا حول السياسة الخارجية: “لقد علمنا أن الجانب الهندي اختار عدم إعادة حسينة، وهو قرار يبدو أنه سياسي بالدرجة الأولى”.
مذكرات دبلوماسية وانتظار الرد
كانت بنغلاديش قد أرسلت مذكرة شفوية إلى الهند تطلب تسليم الشيخة حسينة، مشيرة إلى معاهدة تسليم المجرمين الموقعة بين البلدين عام 2013 والمعدلة لاحقًا في 2016 لتسهيل تسليم المجرمين الهاربين. ومع ذلك، لم تتلق دكا أي رد حتى الآن.
وقال محمد رفيق العلم، المتحدث باسم وزارة الخارجية البنغلاديشية: “نحن بانتظار الرد من نيودلهي، وإذا لم يصل، سنرسل تذكيرًا مكتوبًا كما هو متبع”.
مواقف هندية وغياب سقف زمني
أوضح المتحدث باسم الخارجية الهندية راندهير جايسوال أن معاهدة التسليم لا تحتوي على إطار زمني محدد للرد، مشيرًا إلى أن الطلب ما زال قيد الدراسة.
نظرة شاملة: براجماتية السياسة الخارجية
أكد محفوظ علم على ضرورة تبني بنغلاديش لسياسة خارجية براجماتية تراعي المصلحة الوطنية أولاً، بعيدًا عن التوجهات الحزبية. وقال: “نهدف إلى تعزيز قوة المفاوضات الدولية لبنغلاديش مع الحفاظ على الأمن القومي والسيادة”.
خلفية القضايا والاتهامات
كانت الشيخة حسينة قد فرّت إلى الهند في أغسطس 2016 عقب انتفاضة يوليو الدامية، التي واجهت على إثرها اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
بينما تظل القضية عالقة، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستتغلب العلاقات الثنائية على المواقف السياسية لتحقيق العدالة، أم أن المصالح السياسية ستظل المهيمنة؟