أكد المفتي فيض الكيرم، نائب أمير الحركة الإسلامية بنغلاديش، أن الأزمات المتجذرة في البلاد مثل الابتزاز والفساد والرشوة لم تختفِ بل أعادت تشكيل نفسها بطرق جديدة، رغم التغييرات السياسية الأخيرة. جاء ذلك في كلمته أمام مؤتمر جماهيري حاشد عقد مساء الاثنين أمام قاعة “أشويني كومار” بمدينة باريشال، حيث ناقش التحديات الراهنة وآفاق الإصلاح السياسي والاجتماعي.
وأشار فيض الكريم إلى أن الشعب كان يأمل في عهد جديد يخلو من الممارسات الظالمة بعد الخامس من أغسطس، إلا أن الواقع أظهر استمرار تلك الأزمات. وأضاف: “الفساد ما زال ينخر مؤسساتنا، والمكاتب الحكومية عادت لتكون وكرًا للرشوة، والابتزاز لم يتوقف بل تغيرت أيديه فقط. إن بناء وطن نقي وخالٍ من الفساد يتطلب قيادة نزيهة تحمل قيمًا أخلاقية سامية، وليس عبر قادة مفسدين وأيديولوجيات فاسدة.”
دعوة إلى نظام سياسي جديد
وفي إشارة إلى الانتفاضة الشعبية الأخيرة، أكد فيض الكريم أن الشعب البنغلاديشي أوضح رفضه لأي ديكتاتورية أو نظام استبدادي، مؤكدًا أن البلاد بحاجة إلى نظام سياسي جديد يقوم على العدالة والمساواة. وطرح فكرة تشكيل حكومة وطنية عبر نظام التمثيل النسبي، معتبرًا أن هذا النموذج يوفر توازنًا سياسيًا ويحفظ صوت كل فئة من فئات الشعب، مما يسهم في ترسيخ مبادئ الشفافية ومحاربة الاستبداد الحزبي.
رفض الهيمنة الهندية
وفي محور العلاقات الخارجية، شدد فيض الكريم على ضرورة اعتماد بنغلاديش سياسة خارجية تقوم على الندية والاستقلالية، محذرًا من أي محاولات لاستغلال النفوذ الخارجي للتأثير على السيادة الوطنية. وقال: “بنغلاديش لا تخضع للهيمنة الهندية. سنتحدث بندية ولن نقبل بسياسات خاضعة أو توجهات مذلة. إذا حاول أي طرف العودة إلى السلطة عبر دعم خارجي، فإن الأمة ستقف ضده بكل قوة وتلقي به إلى مزبلة التاريخ.”
أفق جديد للشباب
ودعا فيض الكريم أعضاء الحركة الإسلامية وشبابها إلى الالتزام ببناء قادة نزيهين يخدمون الوطن بإخلاص، مؤكدًا على أن الشباب هم الأمل في مواجهة التحديات الراهنة. واختتم المؤتمر برسالة قوية تعبر عن تطلعات الشعب في بناء دولة عادلة وخالية من الفساد، مؤكدة أن الطريق إلى ذلك يمر عبر قيادة نزيهة وسياسة وطنية مستقلة.