في خطاب تاريخي ألقاه حسنات عبد الله، منسق الحراك الطلابي ضد التمييز، في قلب شيهد مينار مساء الثلاثاء، وجه نداءً حاسمًا إلى الحكومة لإصدار إعلان رسمي حول “انتفاضة يوليو” بحلول 15 يناير المقبل. هذه الدعوة تأتي في إطار استمرار النضال الطلابي الذي يشهد تصعيدًا متزايدًا ضد ما وصفه بـ”الفاشية” التي تمارسها رابطة عوامي.
وقال حسنات في خطابه الذي حضره المئات من الطلاب والنشطاء:
“نحن بحاجة إلى إعلان واضح ومحدد بشأن انتفاضة يوليو. هذا الإعلان ليس مجرد وثيقة، بل هو صوت الشعب وإرادته التي يجب أن تُحترم. ندعو الحكومة إلى النزول إلى الشوارع، إلى المناطق والأحياء، والاستماع إلى نبض المواطنين ومطالبهم لإعداد إعلان شامل يعبر عن تطلعاتهم.”
وتابع حسنات، مؤكدًا استمرار النضال:
“نضالنا ضد الفاشية سيبقى قائمًا. لن نهدأ حتى استعادة حقوقنا الكاملة. سنلتقي مجددًا في 15 يناير مع إعلان ينتظره الجميع.”
وأشار إلى التحديات التي واجهها الحراك الطلابي في الماضي، قائلاً:
“في الثالث من أغسطس، من هذا المكان ذاته، أعلنا مطلبنا ذو النقطة الواحدة. ولكن لم يكن هذا سهلاً؛ فقد وُوجهت انتفاضتنا بالمؤامرات من داخل الأمانة العامة، بل وحتى من الشرطة. أقول لأولئك الذين يخططون في الظلام: تقبلوا الواقع. الشعب لن يقبل بإعادة تأهيل قاتلة مثل حسينة. لقد قضت هذه الحكومة 16 عامًا في سحق كل الأحزاب السياسية وتجريد الناس من حقوقهم الديمقراطية.”
وأضاف قائلاً:
“الشعب خرج إلى الشوارع استجابةً لدعوتنا خلال انتفاضة يوليو. أجبرنا حسينة على الفرار، ولكن هذا ليس كافيًا. النظام العام لم يُستعد، وأسعار السلع الأساسية ما زالت ترتفع. ما هو دور الحكومة إذن؟ عليها تحمل مسؤوليتها في استعادة النظام والسيطرة على الأسعار.”
وحذر من تداعيات القمع المستمر قائلاً:
“إذا تعرض أي ثوري للاضطهاد أو الاعتداء، فإن المسؤولية الكاملة تقع على عاتق هذه الحكومة. لقد مر وقت طويل دون تحقيق العدالة في جرائم القتل خارج نطاق القانون. كما أن قضية مذبحة بيلخانا ما زالت تنتظر العدالة. لا مجال للمماطلة بعد الآن.”
وفي ختام خطابه، أعلن حسنات بوضوح:
“في بنغلاديش ما بعد 5 أغسطس، لم يعد لدينا أعداء سوى رابطة عوامي. كل جهودنا ونضالنا سيتركز على مواجهتها حتى تحقيق الحرية والعدالة.”
بدأ برنامج “مسيرة الوحدة” بتنظيم دقيق من الحراك الطلابي ضد التمييز، حيث انطلق عند الرابعة مساءً بدقيقة صمت في تكريم شهداء انتفاضة يوليو. وقد كان هذا التجمع جزءًا من سلسلة فعاليات تهدف إلى الاستعداد للإعلان المرتقب. ومع ذلك، بعد أن أعلنت الحكومة المؤقتة مساء الثلاثاء نيتها إصدار إعلان رسمي بشأن الانتفاضة، قرر الحراك تعديل خططه بما يتماشى مع المستجدات.
بهذا الخطاب، استطاع حسنات عبد الله أن يجدد روح النضال الطلابي، ويضع الحكومة أمام مسؤولياتها التاريخية تجاه مطالب الشعب والعدالة الاجتماعية، مؤكدًا أن المعركة ضد الفساد والقمع ستستمر بلا تراجع.