في إطار سعيها الدؤوب لتعزيز قوتها العسكرية، بدأت بنغلاديش مفاوضات متقدمة مع شركة الدفاع التركية “أوتوكار” للاستحواذ على 26 دبابة خفيفة من طراز “تولبار”. هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية موسعة تهدف إلى تحديث القوات المسلحة البنغالية وتجهيزها بأحدث الأنظمة القتالية.
موعد التسليم.. بداية لعهد جديد
من المتوقع أن تبدأ عمليات تسليم الدبابات في عام 2025، مما يعكس طموح بنغلاديش في تحقيق قفزة نوعية في قدراتها المدرعة. يُذكر أن “تولبار” تتمتع بتصميم معياري متطور يتيح تحويلها إلى نسخ متعددة بوزن إجمالي يتراوح بين 30 و45 طنًا، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لمتطلبات الجيش البنغالي.
تركيا.. لاعب رئيسي في سوق الدفاع الآسيوي
تركيا، التي باتت من أبرز الدول المصدّرة للأنظمة الدفاعية، تواصل ترسيخ مكانتها في أسواق جنوب آسيا. فقد نجحت في تعزيز تعاونها العسكري مع باكستان من خلال توفير فرقاطات “ميلجيم”، والطائرات المسيّرة، ودعم تحديث الغواصات. والآن، تأتي صفقة “تولبار” مع بنغلاديش لتضيف إنجازًا جديدًا يعكس النفوذ التركي المتزايد في المنطقة.
تساؤلات هندية وصدى إقليمي
أثارت الصفقة تساؤلات في الأوساط الهندية، حيث طرح صحفي خلال الإيجاز الأسبوعي لوزارة الخارجية الهندية تساؤلاً حول الرسالة التي تحملها هذه الصفقة، في ظل الجغرافيا السياسية المحيطة ببنغلاديش، والتي تحيطها الهند من ثلاث جهات.
المتحدث باسم الخارجية الهندية، راندير جايسوال، أكد على التزام بلاده بعلاقة بناءة مع بنغلاديش تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مشددًا على أن الهند تتابع جميع التطورات في محيطها وتتخذ الإجراءات المناسبة لضمان أمنها القومي.
“تولبار”.. شراكة تركية إيطالية بأبعاد استراتيجية
دبابة “تولبار”، التي ظهرت للمرة الأولى في معرض الدفاع الدولي في إسطنبول عام 2015، تأتي مجهزة ببرج “HITFACT II” من تطوير شركة “ليوناردو” الإيطالية. البرج، القادر على حمل مدفع رئيسي أملس بعياري 105 أو 120 ملم، يتيح للدبابة أداءً قتاليًا عاليًا، مع إمكانية إضافة أسلحة أخرى مثل محطات التحكم عن بعد أو المدافع الرشاشة.
هذه الصفقة، إذا تمت، لن تعزز فقط القدرات الدفاعية لبنغلاديش، بل ستفتح فصلاً جديدًا من التعاون الدفاعي بين دكا وأنقرة، ما يساهم في رسم خريطة جديدة للتحالفات العسكرية في جنوب آسيا.