أمير الجماعة الإسلامية يدعو إلى إصلاحات عاجلة لضمان انتخابات نزيهة

"الجماعة الإسلامية تطلق دعوة الإصلاح: نحو انتخابات عادلة واستعادة مجد الأمة المفقود"

في مشهد سياسي مشحون بالأمل والدعوة للتغيير، دعا الدكتور شفيق الرحمن، أمير الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، إلى إصلاحات جذرية عاجلة تضمن انتخابات حرة ونزيهة تعيد الثقة للشعب وتمكنه من اختيار من يحبهم ويثق بهم. جاء ذلك خلال مؤتمر حاشد للعمال نظمته الجماعة في ساحة كلية الحكومة بمقاطعة كوشيتيا، حيث ألقى كلمته أمام آلاف المؤيدين الذين احتشدوا منذ الصباح الباكر متحدين قسوة الطقس.

“استعادة المجد المفقود” رسالة الجماعة للأمة
أكد الدكتور شفيق الرحمن أن الجماعة تسعى بكل عزم لإعادة أمجاد الأمة الضائعة، قائلاً: “نهدف إلى بناء مستقبل يعكس كرامة الأمة واعتزازها. ولتحقيق ذلك، نحن بحاجة إلى تكاتف الجميع، فدعمكم هو ركيزة نجاحنا”.

وأضاف: “قادتنا وأعضاؤنا مستعدون للدفاع عن استقلال البلاد وسيادتها حتى لو كان الثمن حياتهم. نحن هنا لنقف في وجه الظلم ونناضل من أجل حقوق شعبنا”.

اتهامات مباشرة لحكومة “رابطة عوامي” بالفساد والنهب
شنَّ أمير الجماعة هجومًا لاذعًا على الحكومة الحالية، واصفًا إياها بـ”الحكومة الفاشية”، ومتهماً إياها بتهريب 2.6 تريليون تاكا، أي ما يعادل خمسة أضعاف الميزانية الوطنية خلال السنوات الماضية.
وأشار إلى أن مشاريع الحكومة الضخمة لم تكن سوى ستار لعمليات فساد كبرى، قائلاً: “كل مشروع ضخم كان فرصة لنهب المال العام. شيخة ريهانا وحدها اختلست 57 ألف كرور تاكا من مشروع رووبور النووي، فيما استثمرت الأموال المنهوبة في أماكن مثل بيجومبارا”.

واستطرد قائلاً: “الوطني الحقيقي لا ينهب ثروات بلاده ولا يفرّ هاربًا. هدفهم لم يكن إلا تدمير مقدرات الأمة واستنزاف ثرواتها المادية والفكرية”.

“الاضطهاد لم يسلم منه أحد”
في إشارة إلى ما وصفه بموجة القمع غير المسبوقة، قال شفيق الرحمن إن قادة الجماعة وأعضاؤها تعرضوا للقتل والاختفاء القسري، كما تم تدمير منازلهم ومقارهم بالجرافات. وأكد أن هذا القمع لم يقتصر على الجماعة، بل طال جميع الأحزاب الوطنية والمواطنين العاديين.

وأضاف: “تم إلغاء تسجيل الجماعة الإسلامية وحظرها، بينما زُجَّ بآلاف العلماء المسلمين في السجون. ومع ذلك، لن نتوقف عن نضالنا من أجل الحرية والعدالة”.

دعوة لكبح الأسعار وإنهاء هيمنة الاحتكارات
وفيما يتعلق بالملفات الاقتصادية، وجه شفيق الرحمن انتقادات حادة إلى “الاحتكارات العوامية”، مشيرًا إلى أن الجماعة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما وصفه بنهب ثروات الشعب. ودعا إلى تحطيم تلك الاحتكارات، قائلاً: “نحن مستعدون لبذل كل جهودنا لمساعدة الحكومة في القضاء على هذه العصابات الاقتصادية”.

مؤتمر يشهد حشدًا جماهيريًا منقطع النظير
وسط إجراءات تنظيمية مشددة، اكتظت ساحة المؤتمر بحشود جماهيرية غير مسبوقة، حيث تجمّع الآلاف منذ ساعات الصباح الباكر. وشهدت المدينة إجراءات مرورية منظمة، مع إغلاق بعض الطرق لتيسير حركة المشاركين.

حرصت الجماعة على توفير شاشات عرض عملاقة في أماكن متعددة، مثل ساحة عيد الأضحى المركزية، وحرم الكلية الحكومية، وساحة مدرسة مير مشرف حسين الثانوية، لضمان متابعة الجميع لفعاليات المؤتمر والخطابات المؤثرة التي ألقيت على مسامع الحاضرين.

هذا المؤتمر، الذي ترأسه البروفيسور مولانا أبو الحسن وأداره البروفيسور سجاد الدين جواردر، شهد حضور شخصيات بارزة من قيادات الجماعة الإسلامية، مؤكدين عزمهم على المضي قدمًا نحو مستقبل أفضل للأمة.