في خطوة جريئة تهدف إلى تعزيز المساءلة وترسيخ قيم الديمقراطية، تستعد لجنة إصلاح الدستور، بقيادة الدكتور علي رياض، لتقديم مجموعة من المقترحات الثورية التي قد تُحدث نقلة نوعية في النظام السياسي ببنغلاديش. من المقرر تقديم هذه التوصيات إلى كبير المستشارين منتصف يناير الجاري، بعد دراسة معمقة استندت إلى آراء أكثر من 54 ألف شخص ومراجعة دساتير 120 دولة.
مقترحات إصلاحية جذرية تشمل أبرز التوصيات: إنشاء برلمان ثنائي المجلسين لتمثيل أوسع للآراء المختلفة، تحقيق توازن بين سلطات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، منع تولي شخص واحد رئاسة الوزراء لأكثر من ولايتين متتاليتين، الفصل بين منصبي رئيس الحزب ورئيس الوزراء، تعديل المادة 70 من الدستور لضمان تمثيل أكثر استقلالية للأعضاء، اشتراط أن يكون نائب رئيس البرلمان من المعارضة، تقليص السلطة المطلقة لرئيس البرلمان، وتخفيض سن الترشح للانتخابات من 25 إلى 21 عامًا.
الديمقراطية في صلب الإصلاح وفي مقابلة تلفزيونية، أكد الدكتور علي رياض أن هذه المقترحات تم إعدادها لتلبية تطلعات الشعب وتجديد الثقة في العملية الديمقراطية. وقال: “الدستور ليس مجرد وثيقة، بل هو مرآة تعكس تطلعات المواطنين. هذه الإصلاحات تهدف إلى تحقيق توازن بين السلطات وضمان مساءلة القيادة السياسية”.
وأضاف: “لقد درسنا التعديلات الـ17 التي شهدها دستور 1972، وأجرينا تقييمًا دقيقًا للأهداف التي تم تحقيقها وما تبقى منها. الإصلاحات المقترحة ليست إعادة كتابة للدستور، لكنها تمثل محاولة جادة لتحقيق تطلعات الناس من خلال إجراءات فعالة”.
برلمان بمجلسين: ضرورة أم خيار؟ وأشار الدكتور رياض إلى أن نظام البرلمان بمجلسين يلعب دورًا حيويًا في تمثيل تنوع الآراء والمصالح الوطنية. وقال: “وجود مجلسين في البرلمان يضمن تمثيلًا أكثر شمولًا للقطاعات المختلفة في المجتمع، مما يسهم في تعزيز الاستقرار السياسي”.
مستقبل بنغلاديش بين يدي الشعب وأكد رئيس اللجنة أن الهدف من هذه الإصلاحات هو تعزيز المساءلة وإشراك أوسع شريحة من المواطنين في عملية صنع القرار. وأضاف: “لقد استمعنا إلى آراء مختلف الأطراف وسعينا لدمج تطلعاتهم في هذه المقترحات. نؤمن بأن الديمقراطية الحقيقية لا تُبنى إلا على أساس المشاركة والشفافية”.
آفاق جديدة للسياسة البنغلاديشية تمثل هذه الإصلاحات المقترحة خطوة حاسمة نحو بناء نظام سياسي أكثر توازنًا وعدالة. ومع تقديم هذه المقترحات، تفتح لجنة إصلاح الدستور الباب أمام نقاش وطني شامل حول مستقبل الديمقراطية في بنغلاديش، داعيةً الجميع إلى المشاركة في صياغة رؤية جديدة للوطن.