في تطور يعكس التزامًا بالتغيير الديمقراطي، أكد كبير المستشارين في الحكومة المؤقتة البنغلاديشية، البروفيسور محمد يونس، للبرلمانية البريطانية روبا حق أن الانتخابات العامة المقبلة ستكون حرة ونزيهة، مشددًا على أن الشعب سيستعيد حقه في التصويت بعد سنوات من البرلمانات الصورية والقيادة المزيفة.
جاء ذلك خلال اجتماع جمع الطرفين في دار الضيافة الرسمية “جمنا” في العاصمة دكا، حيث ناقشا قضايا الانتخابات، الإصلاحات السياسية، ومشاركة الأحزاب في العملية الديمقراطية. وقال البروفيسور يونس: “الشعب عانى من قمع أصواته على مدى ثلاث دورات انتخابية متتالية، ولكن اليوم، عاد الصوت إلى الشعب، ولم يعد من الممكن تجاهل إرادتهم”.
وحول موعد الانتخابات المقبلة، أوضح يونس أن الخيارات المطروحة تتراوح بين ديسمبر 2025 ومنتصف 2026، مشيرًا إلى أن “توقيت الانتخابات يعتمد على مدى التقدم الذي يتم تحقيقه في الإصلاحات التي يطالب بها المواطنون”.
روبا حق، التي أعربت عن إعجابها بالتقدم الذي شهدته البلاد، قالت إنها تأمل في العودة إلى بنغلاديش لمراقبة الانتخابات المقبلة، مضيفة: “ما رأيته هنا يمنحني الثقة بأن التغيير ممكن”.
تطرق البروفيسور يونس خلال اللقاء إلى الخلفية التي أدت إلى الانتفاضة الشعبية في يوليو الماضي، مشيرًا إلى القمع الذي مارسته حكومة رئيسة الوزراء السابقة شيخة حسينة، والذي أدى إلى انتهاك حقوق المواطنين وتصعيد الغضب الشعبي.
رافق الاجتماع حضور شخصيات دبلوماسية رفيعة، من بينها جيمس غولدمان، نائب المفوض السامي ومدير التنمية في المفوضية البريطانية العليا في دكا، حيث جرى نقاش موسع حول سبل دعم العملية الانتخابية والتعاون بين البلدين.
وفي سياق منفصل، شاركت البرلمانية البريطانية ضمن وفد أعمال بريطاني ضم رؤساء الشركات والمستثمرين، حيث عقدوا لقاءات مع المبعوث الخاص لرئيس الحكومة المؤقتة لطفي صديقي، ورئيس هيئة الاستثمار البنغلاديشية عاشق محمود شودري، والأمين العام للشؤون التنموية لاميا مرشد. تركزت المناقشات على تعزيز التجارة والاستثمار بين بريطانيا وبنغلاديش، وسبل جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى البلاد.
الوفد، الذي يقوده رئيس غرفة التجارة والصناعة البريطانية البنغلاديشية (UKBCCI) إقبال أحمد OBE، والرئيس محمد غلام مولا ميا، يقوم بزيارة استمرت ثلاثة أيام إلى بنغلاديش. وخلال الاجتماعات، دعا لطفي صديقي رجال وسيدات الأعمال البريطانيين، خاصة من أصول بنغلاديشية، إلى الاستثمار في مشاريع التنمية المحلية، مشيرًا إلى أن الحكومة المؤقتة أدخلت إصلاحات واسعة النطاق لتهيئة مناخ استثماري جاذب.
زيارة الوفد البريطاني، التي تأتي في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، تشكل فرصة لبنغلاديش لعرض إمكانياتها المتزايدة في قطاع التجارة والاستثمار، إلى جانب تأكيد التزامها بالتحول الديمقراطي وتعزيز بيئة الأعمال.