في بيان رسمي صدر اليوم في دكا، شدّد الشيخ لطيف الرحمن، رئيس المجلس المركزي للمحامين الإسلاميين، والأستاذ مشيور الرحمن، الأمين العام، على الدور المحوري للإسلاميين والعلماء في ثورة يوليو-أغسطس الشعبية، واصفين إنكار هذا الدور بالتواطؤ مع الفاشية وتشويهًا متعمدًا للتاريخ.
البيان أشار إلى الإقصاء المتعمد لإسهامات الإسلاميين من المناهج الدراسية والكتابات التاريخية، واعتبر ذلك “تشويهًا للتاريخ وطمسًا لحقائق قدم فيها الإسلاميون تضحيات غالية”. وأضاف القادة أن هذه الممارسات لا تخدم إلا أعداء الحرية والعدالة، داعين إلى توثيق دور العلماء والمنظمات الإسلامية كجزء لا يتجزأ من النضال الشعبي الذي أطاح بالفاشية.
القادة أكدوا على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية التي شكلتها الثورة، مشددين على أنها السبيل الوحيد لتحقيق أهداف بنغلاديش المستقبلية في العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة. كما دعوا الطلاب والعمال وسائر فئات الشعب إلى تعزيز التكاتف الوطني لمواجهة التحديات الراهنة.
البيان وجه انتقادات لدستور عام 1972، معتبرًا إياه إطارًا غير كافٍ لتمكين الشعب من حقوقه، وداعيًا إلى إصلاحات سياسية جذرية تضمن المحاسبة والشفافية وتمنع عودة الديكتاتورية تحت أي غطاء سياسي.
في سياق متصل، حذر القادة من المؤامرات التي تستهدف الإسلام والعلماء والمنظمات الإسلامية، مشيرين إلى محاولات مستمرة لتقويض القيم الإسلامية وتشويه دورها في المجتمع البنغلاديشي. ودعوا إلى الوقوف بحزم ضد هذه المحاولات، مؤكدين أن الشعب سيظل حاميًا للقيم الإسلامية التي شكلت أساس بنغلاديش المستقلة.
وأشار البيان إلى الدور الإنساني للإسلاميين بعد انتفاضة يوليو-أغسطس، حيث شاركوا في دعم المجتمعات المتضررة من موجات البرد القارس، مما أكسبهم تقديرًا واسعًا في أوساط الشعب. كما دعا إلى إطلاق حملات لتوثيق التاريخ الحقيقي للثورة وتنظيم مؤتمرات لتسليط الضوء على إسهامات الإسلاميين في بناء الدولة.
في ختام البيان، شدد القادة على أن “ثورة يوليو-أغسطس ليست مجرد حدث سياسي، بل رمز للنضال من أجل الحرية والعدالة. الإسلاميون، بجهودهم وتضحياتهم، سيظلون في طليعة هذا النضال، لبناء بنغلاديش قوية ومستقرة، تستند إلى القيم الإسلامية والتاريخ الوطني المشرّف.”