وفاق يطلق مبادرات تاريخية لتطوير التعليم الإسلامي ويجدد التزامه بمنهج ديوبند

وفاق: صرح التعليم الإسلامي الذي يصمد أمام التحديات، ويواصل الإبداع لتحقيق رؤى المستقبل

شهدت العاصمة البنغلاديشية داكا، صباح اليوم، اجتماعًا تاريخيًا لمجلس الشورى التابع لوفاق المدارس العربية بنغلاديش، إحدى أبرز المؤسسات التعليمية الإسلامية في البلاد. الاجتماع، الذي انعقد في المبنى الجديد للاتحاد المكون من 11 طابقًا، حضره أكثر من 200 من كبار العلماء والشخصيات التعليمية البارزة من جميع أنحاء البلاد، وترأسه العلامة محيي السنة محمود الحسن. اتسم اللقاء بروح الوحدة والإصرار على تعزيز التعليم الإسلامي، مع التأكيد على الثبات على نهج دار العلوم ديوبند كأساس لمسيرة الوفاق التعليمية.

ناقش العلماء الحاضرون أهمية الحفاظ على استقلالية المدارس القومية وحذروا من الانجراف خلف الشائعات التي تسعى لتقويض الثقة بالمؤسسة. وشددوا على أن أفضل رد على هذه الادعاءات يتمثل في العمل المخلص والتفاني لخدمة المجتمع. وخلال الاجتماع، تم الإعلان عن مبادرات طموحة تتضمن إنشاء مركز عالمي للتميز التعليمي تحت مسمى “بيت الامتياز”، ليصبح صرحًا علميًا عالميًا يستقطب الطلاب المتميزين من جميع أنحاء العالم، مع برامج متخصصة في علوم الشريعة والفقه وعلوم القرآن والحديث.

كما تناول الاجتماع سبل التوسع في إنشاء المدارس بالمناطق الريفية والنائية، لضمان وصول التعليم الإسلامي إلى الفئات المحرومة، بالإضافة إلى ضرورة تحديث المناهج الدراسية بما يواكب تطورات العصر مع الحفاظ على القيم الإسلامية والتقاليد الأصيلة.

استنكر الحاضرون الهجمات الأخيرة التي استهدفت مقرات الوفاق واعتبروها محاولات لعرقلة مسيرته. وطالبوا السلطات بإجراء تحقيق شامل ومحاسبة المتورطين. كما دعوا الجميع إلى توخي الحذر من الشائعات المضللة التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن الوفاق سيبقى صامدًا بثباته على مبادئه وأهدافه.

في ختام الجلسة، ألقى العلامة ساجد الرحمن كلمة دعا فيها العلماء إلى تجاوز الخلافات والعمل بروح جماعية لمواجهة التحديات. وأكد أن الوفاق سيبقى رائدًا في حماية التعليم الإسلامي وخدمة الأمة، مهما بلغت التحديات. اختُتم الاجتماع بدعاء جماعي بالرحمة لشهداء الأمة ودعاء لبنغلاديش بالاستقرار والازدهار، مع تأكيد الحاضرين على أن التضامن والعمل الجماعي هما السبيل لمواجهة الصعوبات.