استفاق سكان العاصمة النيبالية كاتماندو قبل الفجر اليوم الثلاثاء على وقع هزات أرضية عنيفة أرعبت النفوس وأخرجت الآلاف من منازلهم، حيث ضرب زلزال قوي بلغت شدته 7.1 درجة على مقياس ريختر منطقة نائية في التبت الصينية، وفقًا لما أوردته وكالة المسح الجيولوجي الأميركية.
وفي التفاصيل، وقع مركز الزلزال في أعماق الهضاب الجبلية للتبت، غير أن تأثيره امتد إلى كاتماندو، التي تبعد أكثر من 200 كيلومتر. وقد أفاد المسؤولون بأن الهزات العنيفة دفعت الجميع إلى مغادرة منازلهم، بينما بدأت السلطات المحلية عملية تقييم الأضرار المحتملة.
من جهة أخرى، اهتزت المناطق الجبلية القريبة من جبل إيفرست، وتحديدًا حول لوبوشي في نيبال، تحت تأثير الزلزال، حيث أعقبته سلسلة من الهزات الارتدادية. وأوضح جاغات براساد بوسال، المسؤول الحكومي في منطقة نامتشي القريبة من إيفرست: “كانت الهزة قوية للغاية، الجميع خرجوا مذعورين، لكن حتى الآن لم ترد تقارير مؤكدة عن وقوع أضرار”.
تُعتبر نيبال واحدة من أكثر المناطق عرضة للزلازل في العالم، إذ تقع عند نقطة تصادم الصفائح التكتونية الهندية والأوراسية التي تشكل جبال الهيمالايا، ما يجعل الزلازل جزءًا من تاريخها الطبيعي.
ولعل أكثر الأحداث زلزالية مأساوية في الذاكرة الحديثة يعود إلى عام 2015، حينما ضرب زلزال كارثي بقوة 7.8 درجات نيبال، مسفرًا عن مقتل ما يقرب من 9,000 شخص وإصابة أكثر من 22,000 آخرين، بينما دُمّرت مئات الآلاف من المنازل في مشهد مروّع لا تزال آثاره حاضرة في الوجدان الشعبي.
اليوم، يُعيد زلزال التبت إلى الأذهان هذا الفصل الأليم من الكوارث الطبيعية، بينما تبقى منطقة جبال الهيمالايا شاهدة على قوى الأرض الجامحة، التي تفرض إرادتها فوق قمة العالم.