الأحزاب الإسلامية تستعد للانتخابات في ظل أجواء جديدة: هل نشهد وحدة انتخابية قادمة؟

في خضم المشهد السياسي البنغلاديشي، تستعد الأحزاب الإسلامية لخوض الانتخابات البرلمانية الثالثة عشرة تحت مظلة الحكومة الانتقالية الحالية، وسط تطلعات بإحداث تغيير على الساحة السياسية. ومع بدء العد التنازلي للانتخابات، تكثف هذه الأحزاب من أنشطتها التنظيمية والاستعدادات الميدانية.

أنشطة مكثفة ورؤية استراتيجية

“الحركة الإسلامية في بنغلاديش”، أحد أبرز الأحزاب الإسلامية في البلاد، أعربت عن استمرار استعداداتها على مدار العام، بعيدًا عن اقتصار النشاط على الموسم الانتخابي فقط. وأوضح غازي أتاور رحمن، الأمين العام المساعد للحركة، أن الحزب يشهد زخمًا تنظيميًا بعد فترة طويلة من القيود السياسية التي فرضتها الحكومات السابقة.

وقال رحمن: “لقد واجهنا سنوات من القمع السياسي، لكن الأوضاع تغيرت، مما أتاح لنا فرصة إعادة هيكلة لجان الحزب وتوسيع قاعدة أنشطتنا الميدانية.” وأضاف أن الحركة تدعم نظام التمثيل النسبي في الانتخابات، وقد رفعت مطالبها بهذا الشأن إلى الجهات المعنية.

وحدة انتخابية قيد التشكيل؟

من جانبه، أشار الشيخ أحمد علي قاسمي، نائب أمير حزب “خلافة مجلس”، إلى أن حزبه، رغم محدودية حجمه، يسعى لتوسيع نشاطاته ضمن إمكانياته المتاحة. كما أبدى تفاؤله بشأن وحدة انتخابية محتملة بين الأحزاب الإسلامية، مؤكدًا: “جميع الأحزاب تتبنى مواقف إيجابية، ونتطلع إلى إعلان أخبار مبهجة لمحبي السياسة الإسلامية قريبًا.”

تعزيز القواعد الشعبية وتنظيم الهيكل الداخلي

وفي السياق نفسه، أعلن الشيخ بها الدين زكريا، الأمين العام المساعد الأول لجمعية “علماء الإسلام في بنغلاديش”، أن مرشحي الحزب يواصلون الاتصال بالجماهير في دوائرهم الانتخابية، مؤكدًا أن الحملات الميدانية والتنظيمية تجري على قدم وساق.

أما حركة “خلافة بنغلاديش”، فقد أكدت أنها تعمل على إعادة هيكلة لجانها الإقليمية والمركزية بالتوازي مع إطلاق حملات لجمع الأعضاء وإعداد مرشحين مؤهلين لخوض الانتخابات. وأوضح نائب أمير الحركة، الشيخ مجيب الرحمن حامدي، أن الجهود تتواصل لتعزيز وحدة الأحزاب الإسلامية، مضيفًا: “نؤمن بأهمية الوحدة لخدمة الإسلام والوطن، وإذا تحققت، فستكون أساس مشاركتنا في الانتخابات.”

استعدادات تتجاوز السياسة التقليدية

هذه التحركات تعكس إدراك الأحزاب الإسلامية للتغيرات السياسية الحالية، وسعيها لبناء تحالفات قوية ومستدامة. وبينما يترقب الشارع البنغلاديشي نتائج هذه الاستعدادات، تظل الأنظار مشدودة نحو إمكانية تشكيل وحدة انتخابية قادرة على ترك بصمة قوية في الاستحقاق القادم.