في خطاب حمل طابعًا حاسمًا، أكد الشيخ فيض الكريم، نائب أمير الحركة الإسلامية في بنغلاديش وشايخ تشارموني، أن غياب الحقوق المدنية يجعل تحقيق انتخابات حرة ونزيهة أمرًا مستحيلًا، مشددًا على أن الحكومات السابقة، وعلى رأسها حكومة الرابطة العوامية، قامت بسلب حقوق الشعب واختطاف إرادة الناخبين، مما تسبب في أزمات سياسية واجتماعية تهدد استقرار البلاد.
مطالبات بإصلاحات جذرية
جاءت تصريحات الشيخ فيض الكريم خلال مشاركته كضيف رئيسي في مناسبتين لختام صحيح البخاري، أقيمتا في “جاميا كريمية العربية” برامبورا و”جاميا سيدية كريمية” ببهاتارا في العاصمة دكا، بحضور عدد من الشخصيات القيادية في الحركة الإسلامية، بينهم الشيخ فاضل باري مسعود، والشيخ مقبول حسين، والحاج أبو سعيد.
وفي كلمته، شدد الشيخ فيض الكريم على ضرورة إصلاح شامل يعيد ثقة الشعب في النظام الانتخابي، قائلًا: “الشعب يتطلع إلى إصلاحات سياسية تمنع تكرار التجارب المريرة التي شهدتها الانتخابات السابقة، حيث كان النفوذ العضلي والمال الأسود يسيطران على العملية الانتخابية.”
حيادية الإدارة مفتاح الأمل
وأشار الشيخ فيض الكريم إلى أن “الإدارات السابقة كانت تدير شؤون البلاد بتوجيهات مباشرة من قادة الأحزاب الحاكمة، وهو ما أدى إلى إضعاف الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة.” وأوضح أن الإصلاح يتطلب إدارة حيادية ومستقلة قادرة على تنفيذ مهامها بعيدًا عن أي تدخل سياسي.
ودعا إلى إعادة هيكلة شاملة للإدارة، بدءًا من الأمانة العامة وصولًا إلى الإدارات المحلية، لضمان نزاهة العمليات الانتخابية. وأضاف: “عندما يرى الشعب إدارة تعمل لصالحه وليس لصالح الأحزاب أو الأفراد، سيشعر بالأمل في إجراء انتخابات تعبر عن إرادته الحقيقية.”
انتخابات ترسخ الديمقراطية
وأضاف شايخ تشارموني أن “الإصلاحات ليست مجرد مطلب شعبي، بل ضرورة سياسية لضمان انتخابات نزيهة خالية من النفوذ السياسي والمالي.” وأردف: “أي محاولة لتنظيم انتخابات خالية من الناخبين ستواجه برفض شعبي واسع، والشعب اليوم أكثر وعيًا بحقوقه ولن يسمح بانتهاكها.”
رسالة للقيادة
واختتم الشيخ فيض الكريم حديثه برسالة موجهة إلى المسؤولين، قائلًا: “عليكم أن تختاروا بين خدمة الشعب أو خدمة المصالح السياسية الضيقة. التاريخ سيحكم على أفعالكم، والشعب لن ينسى من سلب حقوقه أو وقف ضد