تتسارع وتيرة العمل على ضفاف نهر توراغ في منطقة تونغي، غازي بور، استعدادًا لاستضافة الدورة الـ58 من “الاجتماع العالمي لجماعة الدعوة والتبليغ” المقرر انعقادها بين 31 يناير و2 فبراير 2025. ويشمل العمل تجهيز مساحة شاسعة تمتد إلى 160 فدانًا لاستقبال مئات الآلاف من المسلمين المتدينين المشاركين من مختلف أنحاء العالم.
ويشارك في التجهيزات اليومية عدد كبير من المتطوعين، من بينهم أعضاء جماعة التبليغ، وطلاب ومدرسو المدارس القومية، بالإضافة إلى أفراد من مختلف الفئات المجتمعية، الذين يعملون بجهود حثيثة على بناء الخيام وتنظيم الموقع لاستقبال الحدث الأكبر للجماعة.
وأكد حبيب الله ريحان، منسق الإعلام في جماعة الدعوة والتبليغ فرع بنغلاديش (التابع للشورى العالمية)، أن العمل على إعداد الساحة يسير بخطى ثابتة، رغم التحديات التي واجهت الفريق في الفترة الماضية. وأضاف: “نحن واثقون من الانتهاء من التحضيرات في موعدها بإذن الله، على الرغم من التأخير الذي طرأ بسبب أحداث غير متوقعة”.
وأشار ريحان إلى أن التأخير نجم عن اعتداء عنيف وقع في ليلة 17 ديسمبر 2024، نفذته مجموعة “السعديين” (أتباع مولانا سعد)، الفصيل المنحرف عن الجماعة بقيادة مولانا سعد من دلهي، والذي استهدف المتطوعين العاملين على تجهيز الساحة. أسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة متطوعين وإصابة أكثر من مئة آخرين بجروح متفاوتة.
على إثر هذه الحادثة، فرضت السلطات في غازي بور إجراءات أمنية مشددة وحظر التجمع والعمل، ما أدى إلى تعليق العمل في الموقع لمدة أسابيع. وتم رفع الحظر في 2 يناير 2025، لتُستأنف بعدها أعمال التحضير بوتيرة مكثفة.
وفي سياق متصل، طالب كبار علماء بنغلاديش الحكومة بمحاسبة المسؤولين عن الهجمات التي شهدتها الأعوام الماضية، مؤكدين أن الحل الأمثل لمنع تكرار هذه الأعمال يتمثل في حظر نشاطات الفصيل المنحرف عن الجماعة. كما شددوا على أهمية حماية فعاليات الاجتماع العالمي بوصفه حدثًا يجمع المسلمين على الدعوة والتآخي.
هذا الحدث المرتقب يعكس رسالة جماعة الدعوة والتبليغ في نشر قيم الإسلام والدعوة إلى الخير، ويُعد من أكبر التجمعات الدينية في العالم، بما يرمز إليه من وحدة وتآزر بين المسلمين.