مجزرة جوية في راخين: قوات ميانمار تقتل 40 مدنيًا وتدمر مئات المنازل

في تصعيد جديد للصراع الدموي في ميانمار، شنت قوات المجلس العسكري الحاكم غارة جوية مدمرة على قرية في ولاية راخين الغربية، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 40 شخصًا وإصابة العشرات، وفقًا لتصريحات مسؤول إنقاذ محلي ومصادر من جيش أراكان.

وقعت الغارة صباح الأربعاء على منطقة كياوك ني ماو، الواقعة في جزيرة رامري، وأدت إلى اندلاع حريق ضخم دمر أكثر من 500 منزل، تاركًا القرية في حالة من الدمار الكامل.

صراع على السيطرة في راخين

جيش أراكان، أحد أقوى الجماعات المسلحة العرقية في ميانمار، يخوض معركة شرسة للسيطرة على ولاية راخين، التي أصبحت مركزًا للصراع في البلاد. في العام الماضي، سيطرت الجماعة على مساحات واسعة من الأراضي، مما أدى إلى عزل العاصمة سيتوي عن بقية الولاية تقريبًا.

شهادات مأساوية

صرح المتحدث باسم جيش أراكان، خينغ ثو خا، أن الغارة خلفت “40 قتيلًا بريئًا و20 جريحًا”، فيما أكد أحد مسؤولي الإنقاذ أن عدد الجرحى تجاوز 50 شخصًا، مضيفًا: “نعاني نقصًا حادًا في المواد الطبية الأساسية لعلاج المصابين بسبب صعوبة النقل”.

وأظهرت صور من موقع الحادث مشاهد مروعة لسكان مذهولين يتجولون وسط أنقاض محترقة وأشجار مجردة من أوراقها، فيما تحولت المباني إلى أطلال.

دوافع استراتيجية للصراع

جزيرة رامري، التي تعرضت للهجوم، تُعد موقعًا استراتيجيًا لمشروع ميناء بحري عميق مدعوم من الصين، كان يُفترض أن يكون بوابة بكين إلى المحيط الهندي. ومع ذلك، تعطلت أعمال البناء بسبب التوترات والاضطرابات الأمنية في المنطقة.

وتواجه قوات الجيش تحديات كبيرة على جبهات متعددة في جميع أنحاء ميانمار، حيث تصاعدت الانتفاضات المسلحة ضد حكمها منذ انقلاب 2021 الذي أطاح بالحكومة المدنية بقيادة أونغ سان سو تشي.

أزمة إنسانية متفاقمة

تعد ولاية راخين واحدة من أبرز المناطق المتضررة من النزاع المستمر، حيث حذرت الأمم المتحدة في نوفمبر الماضي من أن الولاية على وشك الدخول في مجاعة بسبب القتال الذي يعطل الإنتاج الزراعي والتجارة.

ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، تسبب الصراع في نزوح أكثر من 3.5 مليون شخص، بزيادة قدرها 1.5 مليون عن العام السابق. ويتوقع أن يحتاج ما يقرب من 20 مليون شخص، أي أكثر من ثلث سكان ميانمار، إلى المساعدات الإنسانية خلال عام 2025، ما يضع البلاد في مواجهة مستقبل قاتم ومليء بالتحديات.

صراع راخين يتجاوز كونه مجرد نزاع محلي، ليصبح رمزًا لمعاناة شعب في مواجهة آلة القمع العسكرية وصراع القوى الكبرى على الموارد والمواقع الاستراتيجية.