في تصعيد دبلوماسي يُعبر عن القلق البالغ إزاء التوترات الحدودية المتزايدة، حث وزير الخارجية البنغلاديشي محمد جاشيم الدين الهند على الامتناع عن أي أنشطة استفزازية على الحدود المشتركة بين البلدين. جاء ذلك خلال اجتماع مع المفوض السامي الهندي براناي فيرما يوم الأحد، حيث ناقش الطرفان التوترات الأخيرة الناجمة عن أنشطة قوات أمن الحدود الهندية.
مخاوف بنغلاديش من الأنشطة الحدودية
أعرب وزير الخارجية عن قلق بنغلاديش العميق إزاء محاولات بناء سياج حدودي غير مرخص به من قبل قوات أمن الحدود الهندية (BSF)، واصفًا هذه الخطوة بأنها تهديد للتعاون الثنائي والعلاقات الودية بين البلدين الجارين. وقال: “إن مثل هذه الأنشطة تسببت في اضطرابات على طول الحدود، وتقوض روح التعاون التي نسعى إلى تعزيزها”.
وأضاف أن المحاولات الأخيرة لتشييد سياج من الأسلاك الشائكة دون تصريح مناسب تزيد من تعقيد الوضع، مشددًا على أهمية معالجة مثل هذه القضايا من خلال الحوار البناء والآليات الثنائية القائمة.
تطلعات لتعاون أمني أكثر فعالية
من جانبه، أكد المفوض السامي الهندي براناي فيرما، عقب الاجتماع الذي دام أكثر من نصف ساعة، التزام الهند بالتعاون مع بنغلاديش لضمان حدود آمنة وخالية من الجريمة. وأوضح أن قوات الحدود في البلدين – BSF وBGB – تعمل بشكل وثيق لمكافحة الجرائم مثل التهريب والاتجار.
وأعرب فيرما عن أمله في أن يتم تنفيذ التفاهمات الحدودية بين الجانبين بروح من التعاون المتبادل، مؤكدًا على أهمية معالجة التحديات الأمنية بشكل مشترك.
مقتل مواطن بنغلاديشي يثير الغضب
في سياق متصل، أثار مقتل مواطن بنغلاديشي في سونامجانج على يد قوات أمن الحدود الهندية استياءً واسعًا في بنغلاديش. وأعرب وزير الخارجية عن خيبة أمله من استمرار هذه الحوادث رغم التزامات الهند المتكررة باتباع سياسة غير مميتة على الحدود. ودعا السلطات الهندية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، مع إجراء تحقيقات شاملة ومحاسبة المسؤولين عنها.
وقال الوزير: “على الرغم من الالتزامات الحازمة من الجانب الهندي، فإن استمرار هذه الحوادث يُثير قلقًا بالغًا ويهدد العلاقات الثنائية”.
الحوار كسبيل لحل النزاعات
أكد وزير الخارجية البنغلاديشي على ضرورة حل جميع القضايا الحدودية من خلال الحوار البناء والآليات الثنائية المتفق عليها، مشددًا على أهمية الحفاظ على السلام والهدوء على طول الحدود المشتركة. وأضاف: “نحن نؤمن بأن العلاقات الجيدة تُبنى على التفاهم المتبادل والتعاون المستمر، وليس من خلال الاستفزازات التي تزيد من حدة التوترات”.
الخلفية التاريخية للتوترات الحدودية
تُعد الحدود بين الهند وبنغلاديش واحدة من أطول الحدود الدولية في العالم، وغالبًا ما كانت مسرحًا للخلافات. وتشمل هذه النزاعات قضايا أمنية وحركة الأشخاص عبر الحدود، مما يبرز الحاجة إلى تعاون وثيق ومستدام بين البلدين.
آمال في التهدئة والتعاون
في ضوء التوترات الحالية، يأمل الطرفان أن تسفر المحادثات المقبلة على مستوى المديرين العامين لقوات الحدود في البلدين عن خطوات ملموسة لتعزيز التعاون وحل القضايا العالقة بما يُسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.