في خطوة لافتة تعكس الرغبة في توطيد العلاقات الثنائية بين بنغلاديش وباكستان، أعلن السفير البنغلاديشي لدى باكستان، محمد إقبال خان، عن تسهيلات جديدة في إجراءات التأشيرة للمواطنين الباكستانيين. وأكد السفير، خلال كلمته أمام غرفة تجارة وصناعة لاهور، أن حكومة بلاده ألغت شرط موافقة دكا المسبقة لرؤساء البعثات الباكستانية لإصدار التأشيرات، مما يُمهِّد الطريق أمام المواطنين الباكستانيين لتقديم طلبات التأشيرة عبر الإنترنت بكل سهولة.
وأشار السفير إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن إطار سياسة الحكومة البنغلاديشية لتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين. وأضاف: “شعب بنغلاديش يتطلع إلى علاقات ودية ومتينة مع باكستان. زيادة التعاون بين الجانبين ليست مجرد حاجة فورية، بل هي ركيزة أساسية لمستقبل مشترك أكثر ازدهارًا”.
تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي
وفي سياق متصل، دعا السفير البنغلاديشي إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية من خلال شراكات تجارية أكثر ديناميكية، مُشيرًا إلى أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات التجارية، مثل غرفة تجارة وصناعة لاهور، في تنمية التجارة البينية. من جهته، أعرب ميان أبو زار شاد، رئيس غرفة التجارة والصناعة الباكستانية، عن اهتمامه بتوسيع نطاق التعاون التجاري مع بنغلاديش، مُعلناً أن وفدًا تجاريًا باكستانيًا سيزور دكا قريبًا لبحث الفرص الاستثمارية المشتركة.
لقاءات دبلوماسية تعزز العلاقات
في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون بين البلدين، شهد الشهر الماضي انعقاد اجتماع ثنائي بين رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، والبروفيسور يونس، كبير مستشاري الحكومة المؤقتة في بنغلاديش، على هامش قمة مجموعة الثماني التي عُقدت في القاهرة. وتم خلال اللقاء التركيز على استكشاف آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي، خاصة في قطاعات الكيماويات، وكلينكر الأسمنت، والمعدات الجراحية، والمنتجات الجلدية، وتكنولوجيا المعلومات. وأشاد شهباز شريف بالدور البنغلاديشي في تحقيق تقدم ملحوظ في مجالات التجارة والسفر، مؤكداً ضرورة استغلال الإمكانات الاقتصادية غير المستغلة بين البلدين.
وفي سياق مماثل، جرى اجتماع آخر بين المسؤولين على هامش الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2024، حيث تم الاتفاق على تعزيز التبادلات الثقافية والأكاديمية والبرلمانية، بهدف توطيد العلاقات التاريخية والثقافية والدينية بين البلدين. وأثمر هذا الاجتماع عن إطلاق خدمة بحرية مباشرة بين ميناء كراتشي وميناء شيتاغونغ، وهي خطوة تُعد الأولى من نوعها، وتُجسّد الجهود المشتركة لتعزيز الروابط اللوجستية والتجارية.
استثمار إمكانات التعاون
مع تسهيل شروط التأشيرات وإطلاق مبادرات جديدة للتعاون، تتجه العلاقات الباكستانية البنغلاديشية نحو مرحلة جديدة من الشراكة المثمرة. هذه الجهود لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل تمتد لتشمل المجالات الثقافية والأكاديمية، مما يعكس رؤية مشتركة لبناء علاقات قوية ومستدامة تُسهم في تحقيق التنمية والازدهار لشعبي البلدين.