في فعالية بارزة تعكس روح التضامن والدعم المتبادل بين العلماء المسلمين، أقام مجلس علماء أوتارا الكبرى حفل استقبال مهيب لقادة حفاظة الإسلام المضطهدين من بنغلاديش. جاء هذا اللقاء في ظل تزايد الضغوط والاضطهاد الذي يتعرض له حفاظة الإسلام من قبل السلطات ، حيث كانوا ضحايا للقضايا الكاذبة والانتهاكات في السجون خلال فترة حكم حكومة رابطة عوامي. تمحور الحفل حول مناقشة موضوع طلب المغفرة لشهداء حفاظة الإسلام ودور العلماء الكرام في مواجهة العدوان الهندي.
تفاصيل الحفل وتكريمه
أقيم الحفل في مقر نادي أصدقاء أوتارا الكبرى يوم الثلاثاء، الموافق 14 يناير، وامتد من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الواحدة ظهرًا. كان من بين الحضور شخصية بارزة هي مولانا محمد مأمون الحق، الأمين العام المشترك لحفاظة الإسلام في بنغلاديش، الذي شارك كمتحدث رئيسي في الفعالية.
ترأس الحفل المستشار الرئيسي للمنظمة، العلامة الشيخ عظيم الدين، وأدار الجلسة بشكل مشترك مع مولانا أبو صالح رحماني والمفتي نعمة الله أمين، اللذين يمثلان القيادة المركزية لحفاظة الإسلام. كما حضر الحفل رئيس تحرير صحيفة “أمار ديش” اليومية، السيد محمود الرحمن، والذي ألقى كلمة هامة حول دور العلماء والإسلاميين في حماية الإسلام واستقلال بنغلاديش.
رسائل ومحاور رئيسية
في كلمته، أكد مولانا محمد مأمون الحق على ضرورة مواجهة الإيديولوجية العلمانية التي تُحاول الهندث من استقلال بنغلاديش. قال مأمون الحق: “لم نعطِ للخادمات الهنديات مكانًا في هذا البلد. يجب استئصال الإيديولوجية العلمانية المهربة من الهند وجعلها بعيدة عن دستورنا. إن استقلال بنغلاديش والإسلام مترابطان؛ إذا تعرض الإسلام للخطر، سيفقد البلد استقلاله.” وأشار إلى أن الحفاظ على الهوية الإسلامية هو المفتاح للحفاظ على استقلال البلاد.
من جانبه، أشار السيد محمود الرحمن، رئيس تحرير صحيفة “أمار ديش”، إلى أن المجتمع العلمي والديني في بنغلاديش لم يناضل يومًا لتحقيق مصالح شخصية أو الوصول إلى السلطة، بل ناضل من أجل حماية المسلمين والإسلام في البلاد. وأضاف: “لقد قاتل مجتمعنا الديني لحماية الإسلام في بنغلاديش، واستشهد شهداء عام 2013 في سبيل هذا الهدف. وفي ثورة يوليو الحالية، برهن طلاب ومعلموا المدارس الدينية على قدرتهم في مواجهة واحتواء العدوان الهندي، حيث تمكنوا من هزيمة عميلة الهند الشيخة حسينة.”
تكريم العلماء المضطهدين وتعزيز التضامن
خلال الحفل، تم تكريم العلماء المضطهدين من منطقة أوتارا الكبرى تقديرًا لتضحياتهم وجهودهم المستمرة في الحفاظ على الهوية الإسلامية ومقاومة العدوان الهندي. وقد عبر الحاضرون عن دعمهم الكامل لحفاظة الإسلام ودورهم الحيوي في تعزيز الاستقرار والدفاع عن القيم الإسلامية في بنغلاديش.
أهمية الوحدة والتعاون
واختتم الحفل بالتأكيد على أهمية الوحدة والتعاون بين العلماء والمثقفين في مواجهة التحديات الراهنة. شدد المستشار الرئيسي للمنظمة، العلامة الشيخ عظيم الدين، على أن التضامن الإسلامي هو الأساس لمواجهة أي تهديدات تهدف إلى تقويض استقرار البلاد واستقلالها. وأضاف: “إن دعمنا لحفظة الإسلام هو دعم لاستقلال بنغلاديش وحماية قيمنا الإسلامية التي هي أساس مجتمعنا.”
آفاق مستقبلية وتعزيز العلاقات
تأتي هذه الفعالية في ظل تزايد التوترات الإقليمية والمحلية، حيث يسعى مجلس علماء أوتارا الكبرى إلى لعب دور فاعل في دعم قادة حفاظة الإسلام والمثقفين المضطهدين في بنغلاديش. ومن المتوقع أن تستمر مثل هذه المبادرات في المستقبل القريب لتعزيز العلاقات الأخوية والتضامن الإسلامي بين الدول الإسلامية، مما يسهم في تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.